نص بعنوان ( مأساة حب وحرب) للكاتبة /جيلان محمد




خمسة عشر عامًا من عمر مأساتي، خمسة عشر عامًا لم يبقى لي منها غير ذكريات ضبابية غير واضحة الملامح، الآن أنا أبلغ الأربعين من عمري، وأحيا مأساة، ليست مأساة منتصف العمر، ولكن مأساة حب وحرب،


قبل خمسة عشر عامًا كنت وقتها أبلغ الخامس والعشرين من عمري، وكنت أحيا قصة حب مع جاري الذي كان بسكن البيت المقابل لبيتي، كان أكبر مني بخمسة أعوام، ولكن مأساة الحرب وقفت بين حبنا البريء والملائكي، لا أعرف هل كان القدر يُعاندنا أم الحرب التي هي كالرحايا لا ترحم أحدًا، نستعد للخروج وأن نتقابل، ولكن صوت القصف الذي يشبه الجلاد على ظهر أحلامنا البريئة، يختبىء كل منّا في قوقعته وعزلته، ونتساءل متى تنتهي هذه المأساة؟

في ركني المنعزل في بيتي، وفي الركن المنعزل في بيته، نبحث عن نقطة أمل في بحر اليأس، نلتقطها، ندهس أحزاننا بقدمينا، نرقص حتى يقتلنا التعب، وبعدها تبدأ أشباح الموت تُحاصرنا، ثم تختفي، ويأتي لنا قوس قزح الأمل، ويبدأ حبنا يخرج إلى النور، ولكن فرحتنا لم تكن طويلاً، قتلت الحرب فرحتنا، وقتلت معها من أحب، إخترقت رصاصة زجاج نافذته، وإخترقت أيضاً قلبه وسقط على الأرض، لأسقط أنا أيضاً وأحاول أن أصرخ، ولكن صوتي لم يغادر حنجرتي،

فأجلس وأسمع أصوات الرصاص الذي قتل من أحب، وأبكي، ثم أضحك وأضحك ولا أعرف سببًا لهذا الضحك، ثم أعود أبكي، وأسمع أصوات الرصاص ثم أضع يدي على أذني وأحاول أمنع سماع أصوات الرصاص، وأتمنى أن يصيبني بُكم، ولا أريد أن أسمع شيئًا أخر،

وبعد خمسة عشر عامًا وما زالت تلك المأساة جزء من حياتي، مات من أحب، ومات الأمل عندي، ومات كل شيء جميل، يبدو أن كل الأشياء الجميلة مثل الزهرة قصيرة الأجل، كُتِب علينا أن تكون المأساة هي بطلة حياتنا البائسة.


ـ چيلان محمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتبة المُبدعة/أنفال الصديق

استطاع أن يحقق لنفسه أكثر من نجاح في مختلف المجالات «ابن تونس» في حوار خاص من جريدة ورد.. الفنان التشكيلي (عبد الباسط قندوزي)

حوار صحفي مع الكاتبة المُتألقة «رُقية عزت»