حوار صحفي مع الكاتبة المُبدعة/أنفال الصديق
جئنا لنشجع كل المواهب وندعمها ولنشعر بها وبإحساسها ..وجئنا لنفتخر بمواهبنا التي لا تُنسي ..
وفي طريقنا أتلقينا بموهبة جديدة ومبدعة فأردنا أن لا نضيع هذه الفرصة التي أمامنا وأن ندعم ونلتقي بهذه الموهبة من خلال حوارنا التالي
🔸حديثنا عن نفسك /..
أنا أنفال الصديق، طبيبة صيدلانية من الخرطوم، السودان. تخرجت من جامعة العلوم والتقانة. أولا يسعدني ويشرفني جدا تواجدي هنا وأشكركم لاستضافتي في هذا الحوار. ثانيا علاقتي بالكتابة. لطالما كانت الكتابة هي طريقتي وخياري الأول للتعبير، ما ألجأ إليه.. مستراحي.. كبرت وكبرت معي حتى وجدت نفسي أسهب في التعبير. أحاول الآن أن أتمسك بها.. أن أسعى لتطويرها وأتمنى أن يأتي يوم من الأيام وأحمل لقب كاتبة أن يسبق اسمي مؤلفة. وأن أواصل محاولاتي لتقديم أعمال تعبر عن مشاعري.. دواخلي وتجاربي الحياتية بشكل حقيقي وصادق.
🔸كيف كانت بدايتك وكيف أكتشفت أن لديك هذه الموهبة وهذا الإبداع ؟!
كان لدي شغف كبير بالقراءة منذ الطفولة. كنت أتلذذ بجمالية النصوص وقدرة اللغة والكلمات على التعبير عما في داخلنا بدقة. كنت دائمًا معجبة بالدكتورة خولة حمدي، أراها كاتبة ذات مبدأ تجذبك بجمالها البديع في الصياغة وتدهشك بثراء محصلتها اللغوية. إليف شافاق دائمًا ما كانت تقتلعني عنوة لتلقي بي هناك داخل عوالمها تمامًا حيث أحداث روايتها، كانت تستطيع أن تفقدني الاتصال بالواقع. كل الكتاب دون حصر، وكل الأعمال الأدبية دون فرز كان لهم الدور الكبير في إلهامي والتأثير علي.
كنت أكتب مراجعاتي للكتب التي أقرأها وتأثير كل كتاب أو قصة أو شخصية من شخصيات عالم الكتب علي، أدون يومياتي، والكتابات الشخصية الصغيرة التي كبرت معي وكبرت معها فارتبطت الكتابة عندي بمشاعري. كانت هي المعبر الأول دائمًا لما بداخلي، التعبير عن الألم والأمل والحزن والحب. تخلصني الكتابة من رهق روحي وثقل كل ما يدور داخلي. نقلت المشاعر ونقلت الأفكار، أخرجت الاستفهامات وأوصلت الإجابات. هربت معها، عشت بها الواقعية وعشت الخيال. مع الكتابة أذكر الدموع، الحزن، المحاولات. الكتابة حياة داخل حياة.
اكتشفت قدرتي على الكتابة بإلحاحها علي بقوة ما أن يحدث شيء يستثيرني فيها. تأبى الكلمات إلا أن تخرج، تأتيني بصورة متدفقة وعفوية. كنت أحيانًا أستخدم مسودة أولية أكتب فيها كل شيء دون ترتيب، ثم أقوم بتنقيح النص وتحسين الأسلوب لأضمن وصف مشاعري وإحساسي بشكل دقيق.
🔸من أكبر المشجعين والداعمين لك ؟!
أحساسي الذي أراه المحرك الأول لي، عائلتي التي كانت دائمًا مصدر دعمي، وأصدقائي الذين أجد منهم الدعم والتشجيع المستمر. أتلقى تشجيعًا محببًا لقلبي منهم وأنا ممتنة جدًا لكل من قدم لي دعمًا وتشجيعًا. يجعلوني أؤمن بأن لكل كلمة أكتبها وقع تأثير إيجابي في نفوسهم.
🔸هل تعتقد أن موهبتك شئ مكتسب أم ولدت بها ؟!
أعتقد أنها مكتسبة بشكل كبير. يأتيني الإلهام من الحياة اليومية، من الأحداث الصغيرة التي تحمل في طياتها معاني عميقة، ألهمتني التجارب الشخصية والعلاقات الإنسانية، تلهمني القراءة ومحتوى الكتب. القصص، طريقة الكتابة، التفاصيل، والصياغة كلها تساهم في قدرتي على الكتابة والاستلهام.
🔸هل تعتقد أن للكتابة والقراءة دور في تنمية موهبتك ؟
القراءة توسع مداركي اللغوية وتمكنني من استخدام الكلمات بشكل أكثر دقة وتأثير. والكتابة المستمرة تحسن من جودة الكتابة.
🔸هل تعتقد أن الموهبه تكفي لكي يصبح المرء مهماً في هذا المجال؟!
لا، الكتابة تقوم في المقام الأول على أن تخرج مشاعرك بكل صدق، والباقي يعتمد على المحصلة اللغوية التي تزداد مع القراءة وممارسة الكتابة. يحتاج الكاتب للقراءة المستمرة ليثري حصيلته اللغوية، ثم ممارسة الكتابة ليصقل مهارته. ثم أن يوازن بين قوة الكلمات والتعبير، أن يحرص على أن تكون كلماته نابعة من القلب وتعبر عن مشاعره بصدق.
🔸من مثلك الأعلي في نطاق موهبتك ؟!
صراحة، أنا معجبة جدا بالدكتورة خولة حمدي. طريقتها المميزة في الكتابة وجمالها البديع في الصياغة وثراء محصلتها اللغوية. أراها كاتبة ذات مبدأ وخيالها خصب ولديها لغة حوار مفاجئة. دائما ما كنت أستلذ بالقراءة لها. أتمنى لو أتيحت لي فرصة التعاون معها في مشروع مستقبلي ، أؤمن بأنها ستكون تجربة ثرية وملهمة.
🔸هل تتقبل النقد ام ترفضه وكيف ترد علي من ينتقدك ؟
لدي تجربة مريرة مع النقد. تعرضت لنقد لاذع من مجهول منذ أعوام، أثر علي بشدة وأبعدني عن الكتابة لفترة طويلة. ثمة قسوة في الكلمات لا يستطيع القلب أن يألفها، يظل وقعها مؤلما ومؤثرا. بضعف البشر لم أستطع تحمل كل ذلك، عطلني ذلك لأعوام إلى أن أدركت أن النقد جزء لا يتجزأ من رحلة كل من يكتب. تعلمت أن أستخدم النقد لأصبح أقوى وأكثر ثقة، وأستمر في تطوير نفسي.
🔸ما هي أحلامك التي تريد الوصول اليها؟!
أحد أحلامي هو أن أستمر في الكتابة وأن تلمس كلماتي دواخل من يقرأها كما خرجت تمامًا من داخلي. وأطمح لنشر كتابي الخاص الذي أتمنى أن يكون بمثابة مرآة لمشاعري وتجاربي، وتكون كلماته صادقة تترك أثرًا عميقًا في من يقرأه.
🔸كيف تنظم وقتك بين تطوير هذه الموهبة وحياتك الشخصية ؟
في الكتابة، محركي الأكبر هو إحساسي. عندما لا يتوفر مصدر الإلهام أتوقف. لكن أعتمد القراءة كعادة. فالقراءة كما قال الرافعي تكسبك قريحة مستقلة، وفكر واسع، وملكة تقوي الابتكار. القراءة فعليا أو الاستماع إلى الكتب الصوتية في حالات ضيق الوقت. خاصية الاستماع للكتب توفر وصول لمحتوى الكتب في وقت أقل، دون الإخلال بحياتنا الشخصية
🔸هل واجهت صعوبات في مجالك ؟!
إنطفاء الشغف وعدم القدرة على الكتابة والاستلهام في كثير من الأحيان. أظنها مشكلة تواجه كل كاتب. لكن بفضل الله، يمكن تجاوزها ما أن تأتي لحظات الإلهام.
🔸ماهي أهدافك في المستقبل ؟!
أطمح لمواصلة تطوير هوايتي والمشاركة في المزيد من المسابقات الأدبية. أهدف لنشر كتاب يتضمن نصوصي ومواصلة التدوين لكتاباتي الشخصية الصغيرة في مدونتي 'فارماكتب'. أعمل حاليًا على المشاركة في كتابين، أحدهما إلكتروني والآخر ورقي نتطلع لعرضه في معرض الكتاب القادم بإذن الله. لدي حلم بإنشاء كتابي الخاص الذي ما زالت فكرته مشوشة عندي لكني أرى ملامحه تلوح لي من بعيد. أطمح أيضًا للتواصل مع كتّاب آخرين وتبادل الخبرات والأفكار معهم لتعزيز المهارات وتوسيع شبكتي الأدبية.
🔸نصيحتك لمن هم في مثل موهبتك ؟!
ان من البيان لسحرا. أقول لكل شخص يحب الكتابة ان من البيان لسحرا. وتجربة الإمام الشافعي خير مثال على ذلك فقد كانت بداية كتابه "الرسالة" مجرد وريقات طلبت منه لتوضيح مسائل في فهم القرآن. ثم انتشرت.. ثم استحسنت.. ثم كرس الشافعي نفسه لها وجعلها مشروعه الكبير ليصبح اللبنة الأولى لعلم كبير هو علم أصول الفقه.
وكما قال الأستاذ خالد غطاس، صمتك خطيئة ان كان لديك ما تقوله لهذه الدنيا، أسمعها رغما عنها، أيقظها رغما عنها، تحداها وإن كانت أقوى منك، وهي حقا كذلك. ولكن في الدنيا مواطن مواطن ضعف يخترقها الصوت الصادق فيجبرها على الإنصات رغم جبروتها
استمر في الكتابة ولا تتوقف. صوتك وكلماتك يمكن أن تحدث فرق
وأخيرا نشكرك علي هذة الفرصة الرائعة التي تشرفنا بها وكنا معك في هذا اللقاء المميز وتتمني لك الجريدة وكل من فيها النجاح الدائم
مؤسسة الجريدة :هند حسين (ورد)
رئيسة التحرير :شهد أحمد
المحررة الصحفية :شهد السيد والي
جريدة ورد لدعم المواهب ..
تعليقات
إرسال تعليق