حوار صحفي مع الكاتبة المُتألقة «رُقية عزت»

 








عندما تتحول الأفكار إلى كلمات، وتتحول الكلمات إلى قصص تلامس الأرواح، ندرك أن الكتابة ليست مجرد حرفة، بل هي عالم ينبض بالإبداع.

في هذا الحوار الخاص مع الكاتبة {رُقية عزت}، سنبحر معًا في أعماق الكتابة لنكتشف كيف يُصاغ السحر بالكلمات، وكيف تُولد الأفكار من رماد التجارب؛ لتصبح مصدر إلهام لا ينضب.
بين سطور هذا اللقاء، سنعرف أكثر عن تلك اللحظات التي تواجه فيها الكاتبة نفسها، وتُعيد رسم العالم من منظور جديد.


- كيف تصفِ أول لحظة شعرتِ فيها أنك كاتبة؟ هل كانت الكتابة شغفًا منذ الطفولة أم اكتشافًا لاحقًا بعد تراكم التجارب؟

في تلك اللحظة الفريدة التي تماسكت فيها أناملي بالقلم واستشعرت دفء الورق، شعرت بأنني أرتفع إلى أبعاد لاتنضب، الكتابة كانت دومًا شعلة تتأجج في داخلي منذ الطفولة، لكنها تحولت إلى كيان معقد مع مرور الزمن وتراكم التجارب؛ حيث أدركت أنني أعبر من خلالها عن نفسي وأرى العالم من منظور فريد.


- ما هو أكبر مصدر إلهام لكِ في الكتابة؟ وهل تجدِ أن الأشخاص الذين تقابليهم يتركون بصمة على نصوصكِ؟

أعظم مصادر الإلهام تنبع من التجارب الإنسانية المتشابكة والمعقدة.

الأشخاص الذين ألتقيهم يتركون بصماتهم الدائمة في نصوصي، كل منهم يضيف طبقات من العمق.


عندما تكتبِ، هل تجدِ أن الكتابة تُعبّر عنكِ أم أنك تخلقِ عالمًا منفصلًا عن ذاتك؟

الكتابة بالنسبة لي امتداد لذاتي ومرآة تعكس أدق تفاصيلي، وفي الوقت نفسه، أجد نفسي أحيانًا أبتعد عن واقعي وأغوص في عوالم موازية تفتح لي آفاق جديدة وتجسد أحلامي وخيالاتي.


- ما هو التحدي الأكبر الذي واجهكِ أثناء الكتابة؟ وكيف تغلبتِ عليه؟

البحث عن الكلمات المناسبة التي تنقل مشاعري بأمانة ودقة، تغلبت عليها بالصبر والتكرار، وأدركت أن الكتابة رحلة تطلب المثابرة والتطوير.


-هل تأتيكِ الأفكار فجأة كوميض إلهامي، أم تحتاج إلى أوقات تأمل طويلة لتحويل الفكرة إلى نص أدبي؟ 

الأفكار تضيء في ذهني كوميض إلهامي، لكن تحويلها إلى نص أدبي يتطلب وقتًا وتأملًا عميقًا، هذا التأمل يساعدني في سبر أغوار الفكرة وإضفاء الحياة عليها بتفاصيل تجعلها تلامس القلوب.


-في لحظات الألم أو السعادة، هل تختلف طريقتكِ في الكتابة؟ وأي المشاعر تجدها أكثر تأثيرًا في النصوص؟

تختلف طريقتي في الكتابة تبعًا للحالة العاطفية، الألم يمنحني عمقًا في التعبير، بينما تضيف إشراقًا وبريقًا على النصوص، أجد أن المشاعر الحادة، سواء ألمًا أو سعادة هي الأكثر تأثيرًا في أعمالي الأدبية.


-هل ترى أن الكاتب لديه مسؤولية تجاه المجتمع من خلال كتاباته؟ وكيف تترجم ذلك في أعمالك؟

بكل تأكيد، الكاتب يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع.

أسعى دائمًا لجعل كتاباتي تعكس قضايا المجتمع وتطرح تساؤلات تثير الفكر وتحث على التغيير، مؤمنة بأن الأدب هو قوة قادرة على إحداث تأثير حقيقي .


-برأيك، هل الأدب يعكس الواقع كما هو، أم أن الخيال هو الذي يضفي عليه ألوانًا تجعل الحياة أكثر وضوحًا؟

الأدب مزيج معقد من الواقع والخيال، يعكس الواقع بحقيقته الخام، لكنة يضفي عليه لمسات من الخيال تجعله يبدو أكتر وضوحًا، مما يتيح للقارئ فهم العالم بطريقة أعمق.


-ما هي المشاريع الأدبية التي تعمل عليها الآن؟ وهل تخطط لاستكشاف أنواع جديدة من الكتابة في المستقبل؟

أعمل حاليًا على رواية جديدة تستكشف أعماق النفس البشرية في مواجهة الأزمات، أخطط أيضًا لاستكشاف أنواع جديدة من الكتابة، مثل العملية والفلسفية، لإثراء تجربتي الأدبية وتوسيع آفاق إبداعي.


-لو كانت كلماتك هي إرثكِ الذي ستتركينه، ما هي العبارة التي تتمنى أن تظل محفورة في ذاكرة قرائكِ؟

"الحياة بتعقيدها وآلامها هي رحلة البحث عن الذات وتجسيد الحلم في كل خطوة".


شكرًا جزيلًا لك، {رُقية عزت}، على وقتك الثمين وتواجدك معنا اليوم.

كانت كلماتك بمثابة نافذة مشرقة أضاءت لنا جوانب جديدة في عالم الإبداع.

نتمنى لك المزيد من النجاح والتألق، وأن تظل كتاباتكِ مصدر إلهام للأجيال القادمة. 

----------------------------------------

المحررة الصحفية: نِداء غسّان «فُستُق»

رئيسة التحرير: شهد أحمد

مؤسسة الجريدة: هِند حسين «ورد»

تعليقات

  1. دام أبداعكِ يا غاليتي، وسلمت أناملكِ الرقيقة🥰❤

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتبة المُبدعة/أنفال الصديق

استطاع أن يحقق لنفسه أكثر من نجاح في مختلف المجالات «ابن تونس» في حوار خاص من جريدة ورد.. الفنان التشكيلي (عبد الباسط قندوزي)