"عندما تتحول الكلمات إلى حياة" حوار خاص مع الكاتب «عبدالله مقبل».. تحرير: نِداء غسان


 


حوار خاص مع الكاتب 

«عبدالله مقبل» 
عندما تتحول الكلمات إلى حياة


الكتابة هي سحرٌ خفيّ، تُبعث به الأرواح في الكلمات، لتصبح نافذةً نطلّ منها على عوالم أخرى. 
في هذا اللقاء الخاص بمجلة ورد، نقترب أكثر من عوالم الإبداع مع الكاتب عبدالله مقبل، لنكتشف كيف تتحوّل الأفكار إلى قصص تلمس القلوب وتُبقي أثرها في ذاكرة القارئ.


-في البداية، كيف تعرّف القرّاء على نفسك؟ من هو عبدالله مقبل بعيدًا عن كونه كاتبًا؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

اسمي عبدالله محمود السيد (عبدالله مقبل)، كاتب ومصمم ومسؤول قسم التنسيق والإخراج الداخلي للأعمال الورقية بدور النشر، مواليد ١٩٩٩م، ٢٦ عامًا، تخرجت عام ٢٠٢١م من كلية الزراعة جامعة الأزهر، حاصل على البكالوريوس في العلوم الزراعية.


-كيف تصف لحظة ولادتك ككاتب؟ هل كانت الكتابة شغفًا رافقك منذ الطفولة، أم أنها جاءت كاكتشاف لاحق في حياتك؟

في الحقيقة جاءت اكتشاف في سن الـ١٧ عام عندها كان الشغف في أوچ طاقته بعد سماع الكثير من القصص المسموعة لأحمد يونس وتحديدًا شخصية نادر فودة، ومحمد خيري أيضًا قناة الراوي، وقراءة العديد من الروايات في ذلك الوقت لساندرا سراج ومرور جوهر ومحمد عصمت وبعض الأعمال الفردية لكتاب مثل؛ رواية قصاصات بخط الجدار، 0,5 ياقوت الوجد، ذكريات ميت وغيرها من الروايات التي تركت أثر بذهني وقلبي معًا. بدأت الكتابة منذ حوالي خمس سنوات عندها كنت لا استطيع اكمال أو تعدي العشر صفحات وأترك العمل بعدها بثلاث سنوات، جاء لي أكثر من شخص بتجارب حقيقية كنت قد قرأت أكثر من عمل لأكثر من كاتب حينها ظهر عملي الأول - إِغْنُوتُسْ - للنور ومن بعدها ظهرت باقي أعمالي.


-عندما تبدأ بكتابة نص جديد، هل تجد الكلمات تتدفّق منك بسلاسة، أم أنك تعيش صراعًا داخليًا بين ما يريده العقل وما يمليه عليك القلب؟

قبل البدء في كتابة أي نص يجب عليَّ أولًا أن أتقمص الشخصية التي تمر بمحتوى النص أو أن أكون في الحالة التي تسمح لي بكتابة ما أشعر به، في البداية تكون بصورة ارتجالية ثم يتم النظر فيها إذا كانت صحيحًا لغويا وكتابيًا أم لا يظهر حينها النص بالصورة المناسبة.. بعض السلاسل التي كتبتها:

- رسائل لارا.

- مراسيل أميليا.

- هامِش علىٰ دفتر الغِياب.





-في رأيك، ما الذي يجعل النص الأدبي قادرًا على أن يترك أثرًا في القارئ؟ هل هناك سر في تحويل الكلمات إلى رسالة خالدة؟

المشاعر الصادقة والتجارب الحياتية الصعبة في وقت مرور الكاتب بالموقف سواء كان إيجابي أو سلبي.


-كثير من الكتّاب يعتبرون الكتابة وسيلة للخلاص والتعبير عن الذات. هل تجد في الكتابة ملاذًا شخصيًا، أم أنها مسؤولية تحمّل رسائل للآخرين؟

هناك طريقين: طريق هدفه حمل رسائل وإيصال توعية ورسائل هادفة للقراء، وطريق آخر عبارة عن بوح الكاتب بما يجول في خاطرة سواء كان الأمر نفسيًا للكاتب يشعر بالسوء والألم النفسي نتيجة كتم مشاعرة بالداخل ليحترق مع الوقت لييدأ في كتابة كل ما يشعر به على ورق أو أيًا كانت الطريقة التي يكتب بها، في النهاية يشعر بالراحة، أو هناك طريق آخر مجرد أفكار أراد رسمها على ورق لأنه يحب أن يفعل ذلك ليس أكثر.


-الكتابة في لحظات الألم تكون أكثر صدقًا عند البعض.

 هل تجد أن الألم يُثري تجربتك الأدبية، أم أنك تفضّل الكتابة في أوقات الصفاء الذهني؟

ذلك يعود إلى اللون الذي سأكتب فيه إذا كان نفسي إجتماعي مستوحى من أحداث حقيقية أذهب إلى لحظات الألم مثل ما حدث في أعمالي: (إِغْنُوتُسْ، نيرڤانا، كاساندر)، أما إذا كان اللون خيال علمي وفانتازيا أذهب إلى أوقات الصفاء الذهني مثل روايتي: (كولايد).




-شاركت في معرض الكتاب أكثر من مرة، كيف تصف هذه التجربة؟ وما أهمية المعارض الأدبية بالنسبة لك ككاتب؟

شاركت على مدار سنتين في أكثر من معرض محلي ودولي، عن وصف التجربة فشعور وصول عملك ليعرض أمام الناس ولمس نتاج أفكارك على حقيقة بين يديك، ذلك الشعور وكأنك قد رزقت بمولود جديد، أما عن أهميته فهو التواصل مع القراء والكتاب والمناقشة فيما كتب وما سيكت وما إلى ذلك.


-كيف ترى تفاعل القرّاء مع أعمالك خلال المعرض؟ هل هناك موقف معين أثّر فيك خلال هذه المشاركات؟

حقيقة لم يحدث أي مواقف غير أن فتى صغير في السن كان قد اقتنى عملي الأول وكان معه والدته لتسألني أن أشرح له وأعلمه كيف يصبح كاتبًا لشغفة في ذلك السن بالكتابة.


-برأيك، كيف تساهم معارض الكتاب في إبراز الكتّاب الجدد وإيصال أصواتهم إلى جمهور أوسع؟

في الحقيقة معارض الكتاب ما هي إلا شاشة عرض ليس أكثر للعمل، ما يساعد في إبراز الكاتب وعمله هو ترويجه هو نفسه مع مساعدة الدار له غير أن مساعدة الدار ليس إلزامية فالكاتب هو من عليه الدور الأكبر في إبراز نفسه للعامة.


-مع ازدياد انتشار القراءة الرقمية، هل ترى أن معارض الكتاب ما زالت تحتفظ بأهميتها وتأثيرها في عالم النشر؟

نتفق أو نختلف متعة القراءة الورقية تختلف بمراحل عن القراءة الرقمية، أن تمسك بكتاب ملموس وتقلب صفحاته ورائحة الورق التي يدمنها البعض تختلف في تجربتها بمراحل عن مسك الهاتف والتقليب في الصفحات بتحريك اصبعك ذهابًا وعودة.


-بعد هذه المشاركات، ما الدروس التي خرجت بها؟ وهل أثّرت تجربة المعرض على طريقتك في الكتابة أو نظرتك لدور الكاتب في المجتمع؟

الدروس التي خرجت بها السعي والتعب للوصول لتلك المكانة تستحق، تظهر نتيجة التعب في الكتاب المطبوع الموضوع على أحد الأرفف هناك نصب عينيك، المعرض وتجربته لا يؤثروا على الشخص في كتاباته.. أما بالنسبة لدور الكتب في المجتمع تنقسم إلى دور مساعدة تدعم الكاتب، دور إستغلالية تتربح من خلف الكاتب في أسعار التعاقد بأسعار مبالغ فيها، دور في المتوسط ما بين ذلك وذاك 



-كيف ترى مكانك في الساحة الأدبية اليوم؟ وما هي الرسالة التي تحرص على إيصالها من خلال كتاباتك؟

على الرغم من المكانة التي فيها الآن أنا لم أصل لشيء بعد ولم أحقق ما أريده، صدرت لي أربعة أعمال؟ لكن لم أصل بعد لما أريد.


-لو كانت كلماتك هي إرثك الأدبي، فما هي الجملة التي تودّ أن تُختتم بها رحلتك في الكتابة؟

التركيز على نفسك لا مع الغير، لا تطمئن لأحد فمعظم من حولك للأسف منافق، تحديدًا وقت نجاحك، ما إن تلقى هجوم وآراء سلبية اعلم أنك على الطريق الصحيح 


-أخيرًا، كيف وجدت هذا الحوار؟ هل كان الحديث عن تجربتك الكتابية بمثابة رحلة جديدة لك في عالم الكلمات، أم أنه استرجع لك بعض الذكريات التي كانت مدفونة بين السطور؟

حقيقة حوار وأسئلة أعادت لي بعض الشغف لأتحدث قليلًا، ممتن للاهتمام بي والمستوى الذي يليق بكلينا، استرجعت بعض الذكريات التي كانت مدفونة، شكرًا لك على هذا الحوار الرائع.


شكرًا جزيلًا لك، «عبدالله مقبل»، على وقتك الثمين وتواجدك معنا اليوم. كانت كلماتك بمثابة إشراقة أنارت لنا طريق الإبداع، ومنحتنا نافذة جديدة لفهم كيف تُصاغ الأفكار وتُكتب الأحلام.

 نتمنى لك المزيد من التألق والنجاح في مسيرتك الأدبية، وأن تظل كلماتك مصدر إلهام لكل قارئ يعشق الأدب.

----------------------------------------

المحررة الصحفية: نِـداء غسـان «فُستُق»

رئيسة التحرير: شهد أحمد

مؤسسة الجريدة: هِند حسين «ورد»

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتبة المُبدعة/أنفال الصديق

استطاع أن يحقق لنفسه أكثر من نجاح في مختلف المجالات «ابن تونس» في حوار خاص من جريدة ورد.. الفنان التشكيلي (عبد الباسط قندوزي)

حوار صحفي مع الكاتبة المُتألقة «رُقية عزت»