حوار صحفي مع الكاتبة المُبدعة / مُنى باشماخ.. تحرير: إيمان عماد
"رأت في الكتابة ملجأً لها وجعلت الكتابة سيفها ودرعها وأرضُ معاركها؛ فانغمست في بحر الكتاب وباتت تشربُ من ماءه العذب ولن تسأم منه. "
في عالم الأدب والكتابة، تبرز أسماء لامعة تترك بصمتها في قلوب القراء، اليوم نلتقي بإحدى هذه الأسماء التي أبدعت في تصوير المشاعر من خلال كلماتها كاتبتنا اليوم بدأت رحلتها مع الكتابة، واستطاعت أن تجذب آلاف المتابعين من مختلف المحافظات إنها الكاتبة/ مُنى باشماخ
_ هل من الممكن أن تحدثنا عن نفسك أكثر ؟
أنا طالبةٌ في الصف الثاني ثانوي، بدأت كتابة الأشعار منذ وقتٍ وجيز، ثمَّ توجَّهت إلى الكتابات النثرية، وقد رأيتُ في الكتابة ملجًأ، وجعلتُ الكتابة سيفي ودرعي وأرضُ معاركي.
******************
_متى بدأتِ مسيرتك الكتابية ؟
رغم أنّي ليس لي عصرٌ طويلٌ مع الكتابة، فلقد بدأتُ أولى كتاباتي السنة الماضية عندما كنتُ في الصف الأول ثانوي، ولكنني انغمستُ في بحرِ الكتّاب، وبتُّ أشربُ من ماءه العذب ولا أسأمُ منه.
******************
_كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟ وما الذي ألهمك للاستمرار في هذا المجال؟
كانتْ بدايتي غريبةً بعض الشيء، فلقد أُلهمتُ بكتابةِ بيتٍ شعريّ في حصّة بلاغة، وبعدها لقيتُ قبولًا وافرًا من زميلاتي لهذا البيت، فقمتُ أعمِّر بيوتًا، وأشيِّدُ أشعارًا.
******************
_ في هذه الحياة، ونحن نسعى لتحقيق أحلامنا، نتعثر بأشخاص منهم من يمد يد العون ومنهم من يعرقلنا فمن كان الداعم الأساسي في اكتشاف موهبتك ودخولك الساحة الأدبية ؟
اكتشفتُ موهبتي لنقل على محضِّ صدفةً، ولكن تطويرها لم يكن كذلك، فلقد كانتْ لي رفيقةٌ داعمةٌ ومُعينةٌ، حتّى أنّها أولى من شجّعني لأُظهرَ أولَ كتابٍ لي، ولا أنسى معلماتي العظيمات اللّاتي لاحظن موهبتي ودعمنني وحثَّني لتطويرها.
***************
_ كم كان عمرك حينما بدأتِ في مجال الكتابة ؟
كنتُ قد سرقتُ من الحياة ١٦ ربيعًا، لم أكن صغيرة العمر، كان اكتشافي لموهبتي -ربَّما- متأخِّرًا، وبعدها تمنِّيتُ لو أنَّي اكتشفتُ هذا البحر المُزهِر سَبقًا.
******************
-ماهي الصعوبات التي واجهتيها ؟ وكيف تخطيتيها ؟
لِأكن صريحةً لم تعيقني صعوباتٌ بمعناها الحرفيّ، ولكن مما كان يُنغز طريقي هو جهل بيئتي بهذه الأمور، أقصد المجتمع حولي، لايهتمُّ لهذه الأمور ولا يُلقي لها بالًا، فتأتي تُريهِ شِعرًا، يقول: دعك من هذا لن ينفعك.
ولكن كيف تخطَّيتُها، فأنا لم أكن أهتمُّ بما يقولون البتَّة، كنتُ أكتبُ وأكتبُ حتى تختفي سنُّ قلمي، وأبحثُ عن القلَّة المهتمَّة بهذه الأمور، لآخذ رأيهم وأفتح لهم بابَ النقد لأتعلم من أخطائي.
******************
_هل أخذتي أي دورات تدريبية لتنمية هذه الموهبة ؟
لم آخذ دوراتٍ تدريبية في كيفية الكتابة، ولا كيف ابدأ، لأنّي أظن أنَّ موهبتي فطرية، ولكنّي رغم ذلك أوقنُ أنَّه يجبُ عليَّ أن أشحذ تلك الموهبة، فتنقَّلتُ بين المبادرات الداعمة؛ لأحصل على أكبر قدرٍ من الفائدة.
******************
_في رأيك هل الموهبة المتحكمة في الكاتب أم الممارسة ؟
الموهبة عاملٌ مهمٌ جدَّا، ولها أثرٌ كبير ولكن لايمكن أن تنمو الموهبة إلا بالممارسة، ولا أقصد هنا الموهبة الفطرية فقط، فحتّى الموهبة تُكتسَب، وبهذا لاتُحصرُ الكتابة فقط على من خُلقتْ بهم روحُ الكتابة، قد يسعى الإنسان لكي يطورَ من نفسه ويكون كاتبًا.
******************
_هل لمواقع التواصل الاجتماعي أثر إيجابي واضح في إظهار تلك الموهبة، أم لها آثار سلبية ؟
في بيئتي المتواضعة كان لوسائل التواصل الاجتماعي وقعٌ فعالٌ في إظهار موهبتي، وتنميتها، وأظنُّ أنَّ كل إنسانٌ يستطيع أن يستفيد من مواقع التواصل خصِّيصًا في هذه الآونة التي تنتشر فيها المبادرات والمؤسسات الداعمة للكتَّاب، وقد يكون لمواقع التواصل أثرٌ سلبيّ فقط إذا سمح الإنسان لها بالتأثير العكسيّ عليه.
******************
_ماهي الإنجازات التي استطعتِ تحقيقها ؟
لي إنجازاتٌ متواضعةٌ لِلآن فقد أصدرتُ أول كتابٍ إلكترونيٍّ لي بعنوان « الدُّرُّ كامِن » وقد نالَ-ولِله الحمد- على إعجاب الكثير، ولي بعض الشهادات التي حزتُ فيها على المراكز الأولى في مسابقاتٍ لعدة مبادرات.
أطمحُ بإذن الله أن أصدرَ كتبًا غنيَّةً تفيدُ العالم أجمع.
******************
_حدثينا عن كتابك الجديد الذي أصدرتيه هذا العام، ما الفكرة الرئيسية وراءه؟
كتابي آنِف الذكر بعنوان « الدُّرُّ كامِن » كتبتهُ هذا العام، ونشرتُه إلكترونيًّا في مكتبة نور بمساعدةٍ من مبادرة النَّسيم، تتمحور فكرتُه الرئيسية عن اللغة العربيَّة وانحدار حالِها بعد أن كانتْ نجمةً لامِعةً، فحَالَ ضوءها خافِتًا، سردتُ هذه الأحداث بأسلوبٍ قصصي مجسدةً اللغة العربية بأنّها فتاةٌ بسيطة، فتنقّلتُ بين العصور مستنبطةً من كل عصرٍ نموذج، إلى أن وصلتُ إلى عصرنا الحاضر متأملةً بأفراد الأمة القادمة أن تنتشلَ اللغة العربية من الظلمةِ التي أحاطت بها.
***********
_عندما يفقد الكاتب شغفه أحيانًا يلجأ للمقاومة وأحيانًا يحتاج لأخذ راحة بعيدًا عن الوسط الأدبي ليستعيد توازنه من جديد، أيهما لجأت عند فقدان شغفك، وأيهما أصح من وجهة نظرك ؟
قد يحصل في بعض الاحيان ويخفُت ضوء الكاتب بداخلك، خصوصًا عندما تختلط الحياة، ووتتقلّب موازينها، لذلك -من وجة نظري- أفضّل أن يأخذ الإنسانُ راحةً، يعيد بها ترتيب نفسه ولمْلمتها، وعليه بعدها أن يعود بهمَّة أقوى، وبإصرار أشدّ، قد يفضّل البعض المقاومة والصمود ولكنّي أستبعدُ هذه الفكرة في حالٍ كهذا، فعندما تتراكم الضغوطات مكونةً جبالًا في صدر الإنسان، تؤثر حتّى على كتاباته، فتُصبح خاوية المشاعر، عاريةَ الأحاسيس، مجرّد حروفٍ تُنظم في سطور.
******************
_من هو قدوتك في هذا المجال ؟
لي كتّابٌ مفضّلين أطمحُ أن أقطفَ بعضًا من إبداعاتهم، ولكن ليس لي قدوةٌ أضعها نصبَ عينيَّ، وإنّما أسعى لِأن أكونَ مُختلفة، لستُ كأيٍّ ممَّن سبق.
******************
_ هل لنا بشيء من كتاباتك ؟
في مجال الشِّعرِ قلتُ عن الأثر الحسن:
اتركْ وِسامًا للحضور كأنَّكَ
غيمٌ يُطِلُّ وبالأوداقِ يزيدُ
وازرعْ ورودًا في البيداء بِقلبكَ
تُسقيها الجمالَ وبالجنانِ تشيدُ
أمَّا في الكتابات النثرية فهذا نصٌ شاركتُ به في كتابٍ إلكترونيٍّ بعنوان« وانتصرتْ غزة » فقلتُ:
«صَبيَّتي الشَّاميَّة»
اشتعلتْ غزة وطالما كانت شُعلة، شعلةٌ يضجُّ في أرجائها الحماس، اشعلتْ نصرًا وفرحًا، كأنّي رأيتُ النَّخلَ يرقُص، وسمعتُ حوريَّاتِ بحرٍ تتغنَّى بهذا النَّصر العظيم، يدولُ بين ثنايا قلبي صوتُ التكبيرات يعلو السماء، ضحكات الأطفال التي يتسللُ بينَ ترانيمها البِشْر، أرى حمدًا لله يجولُ في أراضيها، وسجداتُ شكرٍ تَروي البِقاعَ الطاهرة، ياغزةَ يا مهدَ الأشبال، يخرجُ من رحمكِ رجالٌ لهم من القوةِ أكيال، ياغزة سيعودُ فستانكِ الأحضر السُّندسي، سيعودُ مجدُك كما كان، مادام تاجُ نصركِ لامِعًا فكلُّ فرحٍ آن، ياغزةَ العِزة... صبيّتي الشاميّة أهيمُ بكِ عِشقًا، أتوهُ بعينيكِ الزيتونيَّتين وبسَماحةِ وجهكِ النَّقي،
تعتريني موجاتُ الهوى حينَما أرى بسمة مُحيّاكِ، آسِرَتي أُباركُ لكِ نصركِ السَّرمدي، مازادكِ ذليلُ التعبِ ذاك إلا بهجة، لقد خلّفتي أشبالًا فلاخوفٌ عليكِ بعدها ولاحزُنُ.
******************
_ هل تمتلكِ موهبة اخرى ؟ وهل حاولتِ التطوير منها ؟
لي موهبةٌ عتيقةٌ في الرسم، ولكنِّي لم أطوِّرها ولم أُرد ذلك لأسبابٍ خاصَّة، ولكن على كلِّ من يملك موهبةً أن يسقيها لتكبُر وتصبحَ شجرةً عِملاقةً طلعُها عظيم.
******************
_ما هي نصيحتك لكل من يُريد أن ينضم لمسيرة الكُتاب ويصبح كاتبًا مثلهم؟
أن يستمر في السعي ولا يتوقف، وأن يجاهد لطلب العلم، لأن من يتكبَّر على العلم لايتطوّر، ولديَّ نصيحةٌ هامةٌ أيضًا، عليه أن لايكتب حروفًا خاوية، بل يصيغ مشاعره ويحشو بها تلك الحروف، فتكون حيةً مُؤثِّرة.
******************
_أيمكنك توجيه كلمة لجريدة ؟
أجمعُ كل كلمات الشكر لهذه الجريدة التي تُساهم في دعم الكُتَّاب، وتحفيزهم، جعله الله في ميزان حسناتكم.
******************
_حسنًا والآن في ختام حوارنا نوَّد مِنك قول كلمة إختتامية.
ختامًا أرجو من جميع الكتَّاب أن يشحذوا اقلامهم، وينهضوا بالأمة، وأن يكتبوا بكلِّ حقٍّ، جاعلينَ أقلامهم سيوفًا نُشهِرها للمُعتدين.
أتمنّى للجميع التوفيق، دمتم بحفظ الله.
******************
والآن انتهينا من حوارنا مع الكاتبة: مُنى باشماخ
مع تمنياتنا لها بالمزيد من الازدهار والتقدم في مجالها، ونتمنى أيضًا لقائها مرة أخرى بإنجازات أكبر .
تحرير :الصحفية إيمان عماد محمد .
رئيسة التحرير: شهد أحمد .
مؤسسة الجريدة: هند حسين "ورد "
# جريدة _ ورد
حوار جميل وممتع مع الكاتبه المتألقه منى باشماخ
ردحذف