خاطرة بعنوان «فنجان قهوة» بقلم الكاتبة المُبدعة/ندى أيمن


فنجان قهوة

خذ، يا رفيقي، فنجان القهوة وتعالَ ندردش، ولا تخبرني باختفاء الأحاديث أو ثِقَلِ اللسان. فأنا مثقل بالأحاديث والقيل والقال، وقلبي مُحمَّلٌ بالثقل بسبب صديقٍ ظننتُ أنني عرفته، وملَّكْتُهُ سكنًا في قلبي، لكنه لم يكن سوى ضيفٍ عابرٍ جاء ليستأجر المكان.
أما عقلي، يا رفيقي، فلا يكف عن توبيخي بسبب تصرفاتٍ أصبحت عادات، ولو سألتني عن قلمي، لأخبرتُكَ أنه يئنُّ، لأن كلماتي باتت حزينةً وجوفاء.
ارتشف رشفةً من هذا الفنجان، وسأحدثك عن ابتسامتي الآن. لا تقلق، لن أخبرك أنها مزيفة أو خادعة للأنظار، بل قلبي وعقلي وقلمي مسرورون.
أتدري لماذا، يا رفيقي؟ ما بك؟ لماذا لا تشرب من الفنجان؟
لقد عرفتُ طريق ربي، وأدركتُ دربَ الجنان. قلبي بات يودّع الأصدقاء بلطفٍ وحنان، وكأنني أهمس لهم: "سألقاكم في الجنة، بلا غِلٍّ أو نزعةِ شيطان."
أما عقلي، فقد صار يشجعني على القيام، ويصلح عاداتي، ويزهر داخلي وردًا، ونحن نشاهد الأمطار.
وكالعادة، تشتاقُ للسؤال عن قلمي، فأجيبك أنه بأفضل حال؛ يكتب ويكتب، ولا يكف عن بثِّ الاطمئنان.
فهل أحضر لك فنجان قهوة آخر، أم لا تزال مغرمًا بقراءة الفنجان؟!

ڪ/ندى أيمن

تعليقات