في عالم الأدب والكتابة، تبرز أسماء لامعة تترك بصمتها في قلوب القراء، اليوم نلتقي بإحدى هذه الأسماء التي أبدعت في تصوير المشاعر من خلال كلماتها كاتبتنا اليوم بدأت رحلتها مع الكتابة، واستطاعت أن تجذب آلاف المتابعين من مختلف المحافظات إنها الكاتبة/ يُمنىٰ أمجد.
_ هل من الممكن أن تحدثنا عن نفسك أكثر ؟
نعم بالطبع، أنا يمنى أمجد طالبة بالسنة الرابعة بالجامعة، أبلغ من العمر٢١ عامًا.
******************
_متى بدأتِ مسيرتك الكتابية ؟
منذ أن أدركت الخيال، من نعومة أظافري، ومنذ أن أدركت القلم والقصص والروايات من سبع سنوات تقريبًا.
******************
_كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟ وما الذي ألهمك للاستمرار في هذا المجال؟
كانت بدايتي كما أخبرتكِ مجرد خيال أحكيه لأخوتي، أو يرويه لي عقلي قبل النوم، حتى كبرت قليلًا وأصبحت أنجذب إلى القصص المصورة والمجلات، حتى عرفت الروايات ومن هنا بدأت قصة كتابتي، وبدأت أكتب قصصًا، ومع أول هاتف امتلكته نشرت بعضها على الإنترنت، حتى أتت فترة كورونا ومن ثم الثانوية العامة التي حتمت علي التوقف لفترة، وعدت بعد أكثر من عامين من الإنقطاع، وكانت الدَفعة الحقيقية لي للعودة، هي: دعم الأصدقاء أولًا، وثانيًا حين فزت بمسابقة إبداع ١١ بالمركز الأول على مستوى جامعتي بالقصة القصيرة، ولم تكن نجاحًا بقدر أنها كانت دَفعة انطلاق لي، وما يجعلني مستمرة حتى الآن هو إيماني بأن قلمي، وما يحويه خيالي يجب أن يُكتب، ويومًا ما سيُرى.
******************
_ في هذه الحياة، ونحن نسعى لتحقيق أحلامنا، نتعثر بأشخاص منهم من يمد يد العون ومنهم من يعرقلنا فمن كان الداعم الأساسي في اكتشاف موهبتك ودخولك الساحة الأدبية ؟
أمي هي من مدت لي يد العون، رغم أنها وباقي العائلة لا يهمهم الفن كثيرًا، كانت هي الداعم الأول، أريد أن أشكرها كثيرًا.
***************
_ كم كان عمرك حينما بدأتِ في مجال الكتابة ؟
كنت في ال١٤ من عمري تقريبًا حين خطتُّ أو حروفي.
******************
-ماهي الصعوبات التي واجهتيها ؟ وكيف تخطيتيها ؟
هي العودة من جديد إلى ساحة الكتابة، ثم التطور في الكتابة ذاتها، وأتخطى بالاستمرار وعدم التوقف.
******************
_هل أخذتي أي دورات تدريبية لتنمية هذه الموهبة ؟
أذهب أحيانًا إلى ورشة كتابة مجانيه بالجامعة، واستفدت منهم الكثير فعلًا.
******************
_في رأيك هل الموهبة المتحكمة في الكاتب أم الممارسة ؟
الموهبة أولًا ثم الممارسة.
******************
_هل لمواقع التواصل الاجتماعي أثر إيجابي واضح في إظهار تلك الموهبة، أم لها آثار سلبية ؟
نعم بالطبع، فلم يعرفني أحد إلا عندما انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي.
******************
_ماهي الإنجازات التي استطعتِ تحقيقها ؟
لا أسميها إنجازات ولكنها خطوات صغيرة أخطوها نحو حلمي، في البداية فوزي بالمركز الأول على مستوى جامعتي بالقصة القصيرة بمسابقة إبداع١١، ثانيًا حين أعدت صياغة رواياتي القديمة ونشرها من جديد، إحداهما قرئها ما يقرب من ١٥ ألف قارئ والأخرى نشرتها بموقع كتوباتي، ثالثًا حينما كتبت روايتي وعزمت أمري على نشرها نشر مجاني، ووفقني الله في ذلك الحمد لله.
******************
_حدثينا عن كتابك الجديد الذي أصدرتيه في معرض الكتاب هذا العام، ما الفكرة الرئيسية وراءه؟
رواية “غلاديلاس” هي حكاية خيالية ذات طابع اجتماعي درامي تمتزج فيه مشاعر الحنين، الفضول، والتحدي. تحكي عن بطلة تعود إلى وطنها بعد سنوات من الغربة، تواجه صراعات داخلية وخارجية، وتحاول استعادة ذاتها وسط ذكريات مؤلمة وتجارب جديدة. من خلال مسارها، تكتشف أسرار خارقة للطبيعة، وقوى غريبة تهدد وجود النباتات، لتنطلق في رحلة البحث عن الحقيقة واستعادة حريتها، وتواجه تحديات عن النفس ومواجهة الماضي،في عالم يطمس الحدود بين الواقع والخيال.
******************
_ما الذي يميز هذا الكتاب عن أعمالك السابقة؟ وهل يمثل خطوة جديدة في مسيرتك الأدبية؟
نعم، فهي الرواية الأولى لي في عالم الخيال، حيث تركت العنان لنفسي لأجرب لون جديد، وهو من أبرز الخطوات التي خطوتها منذ أن دخلت لعالم الكتابة، وأرجو من الله الله أن تصبح بداية إنطلاقة لي.
******************
_ما شعورك عند رؤية كتابك بين أرفف المعرض، والتفاعل مع جمهورك مباشرة؟
قد يكون أفضل شعور شعرت به يومًا، فكتابة عمل وفرحك باكتمال شيء، وأن تلمسي أحرفكِ وكلماتك شيء آخر، وكأن كل كلمة هي كائن حي تنبض بالأحرف.
******************
_عندما يفقد الكاتب شغفه أحيانًا يلجأ للمقاومة وأحيانًا يحتاج لأخذ راحة بعيدًا عن الوسط الأدبي ليستعيد توازنه من جديد، أيهما لجأت عند فقدان شغفك، وأيهما أصح من وجهة نظرك ؟
بالطبع المقاومة، قرأت ذات يوم فقرة من كتاب اللغز وراء السطور لأحمد خالد توفيق وهي من أفضل الأشياء التي تحفزني دائمًا للكتابة، والملخص منها هو، أن الكاتب من الطبيعي أن يمر بلحظات جيدة ولحظات أخرى يفقد فيها الشغف، وفي الحقيقة هنا يظهر الكاتب الحقيقي عن غيره، فمن لا يتوقف عن الكتابة رغم ذلك، ويجبر نفسه على الاستمرار، لأن هدفه أكبر من تعليق قارئ أو رأي ناقد، هو الكاتب الحقيقي، وضرب مثالًا رائعًا، فلتعتبر نفسك نحلة فهل يتوقف النحل عن إنتاج العسل رغم الظروف؟
******************
_من هو قدوتك في هذا المجال ؟
كانت بدايتي شغف، ولكن بعد أن تعمقت أكثر فأسلوب مثل أسلوب نجيب محفوظ، وضوابط د حنان لاشين، وخيال د عمرو عبد الحميد، وبعضًا من مشاعر الأدب الروسي، كل ذلك مبتغاي، وكل ذلك أريد جمعهم لأستخرج أسلوبي الفريد.
******************
_ هل لنا بشيء من كتاباتك ؟
نعم سأعطيكم، أحد خواطري :
آهٍ على أيامٍ مضت، وأخرى ستمضي، وما بداخلي لا يمضي، وكأن قطارًا قد مر وفاتني، لا ألحقه ولا أبحث عن غيره، الناس تذهب وتجيء، وأنا في مكاني، وما بداخلي لا يدركه سواي، وكأن غربيبًا لازمني ولا أرى سواه، أبكي وما لبكائي دمعٌ، ونشيج قلبي لا يسمعه سواي، أطلب من الجميع يدًا، وأرفض إن مُدت، وكأنني أخشى الشفاء.
ما في داخلي حبيسٌ لا أنفاس له، لا يراه من حولي ولا أراه، والدمع يظل معلقًا في عيني لا يهبط، والقلب تثقله الأحزان، مرَّت فوقي أمواجٌ عاتية، وتركتني أشلاءً مبعثرة، ورغم ما أكابده، أبتسم للعالم، وكأن الحزن ليس لي، وكأنني خُلقت للرضا مهما كان، ومن يراني، لا يراني سوى مُبتسمة، لا يدرك أن بداخلي حزنٌ يسقي عطش العابرين، ويطعم جوع الفقراء، ويُغني كل محتاج.
يُمْنىٰ أمْجَد.
******************
_ هل تمتلكِ موهبة اخرى ؟ وهل حاولتِ التطوير منها ؟
يمكن أن تكون القراءة، وأحاول زيادة معدل قرائتي.
******************
_ما هي نصيحتك لكل من يُريد أن ينضم لمسيرة الكُتاب ويصبح كاتب مثلهم؟
ألا يلتفت لكلام الآخرين، وأن يلتفت إلى طريقه فقط، طالما أنه متأكد من صحة ما يفعله ولا يؤذي غيره، ولكن ذلك لا يعني ألا تقبل النقد، فالنقد هو أساس التقدم، وأعلم أنه يوجد فارق بين النقد والكلام السلبي، وبالصبر والمحاولة ستصل إلى ما تريده بإذن الله.
******************
_أيمكنك توجيه كلمة للجريدة ؟
شكرًا جزيلاً على استضافتكم لي، وعلى هذا اللقاء الرائع الذي استمتعت به، وأتمنى لكم المزيد من النجاح والتقدم❤️
******************
_حسنًا والآن في ختام حوارنا نوَّد مِنك قول كلمة إختتامية.
في الختام، أتمنى أن أكون قد أضأت جانبًا من رحلتي في الكتابة، وأتطلع إلى لقاءكم من جديد بأعمال جديدة. شكرًا لجريدة ورد على هذه الفرصة الجميلة.
******************
والآن انتهينا من حوارنا مع الكاتبة: يمنى أمجد مع تمنياتنا لها بالمزيد من الازدهار والتقدم في مجالها، ونتمنى أيضًا لقائها مرة أخرى بإنجازات أكبر .
تحرير :الصحفية إيمان عماد محمد .
رئيسة التحرير: شهد أحمد .
مؤسسة الجريدة: هند حسين "ورد "
# جريدة _ ورد
تعليقات
إرسال تعليق