صاحبة منظومة التُراث الكاتبة الصحفية المُبدعة/كَارِي الغَزَالِي في حوار خاص من جريدة ورد.. تحرير: نِداء غسان

«حوار صحفي مع جريدة ورد»

الكتابة هي مرآة الروح والصحافة هي صوت الحقيقة.

في هذا الحوار مع الصحفية والكاتبة المبدعة «كَارِي الغَزَالِي» المُلقبة «بالتُراثِية»، نستكشف شغفها بالكلمة وتجربتها في عالم الكتابة والصحافة، وكيف استطاعت أن تجعل من قلمها أداة للتأثير والإلهام.

في بداية حديثنا، كيف كانت رحلتك الأولى مع الكتابة؟ هل كان لديك شغف بالكلمة منذ الطفولة، أم أن هذه التجربة جاءت لاحقًا؟
بدايتي كانت بدفتر أكتب بِهِ رسائل لأخي الراحل عندما كنت بالثانية عشر، إلى أن أتممت الخامسة عشر مِن العُمر وتعرضت لأزمةٍ ما حولتني مِنْ تِلكَ التي تكتب رسائل حزينة إلى أخرى تكتب عن الطموح والحُرية، وعلمت بعد فترة أن ما أكتبه مقالات ولكن ما زلتُ في بدايتي وأحتاج العمل أكثر، ثم بعد ذلك بدأت رحلة الكاتبة الحقيقية عن طريق المدرسة بكتابتي بعض الكلمات الإذاعية وأثناء فترة كورونا أصبحت أكتب مقالات كتعريف وتنويه وتحذير عن الڤيروس فقط بمتابعتي لبعض البرامج التليفزيونية، ولكنني حينها كُنت أكذب وأقول أنني أجلب هذه المقالات والكلمات من المواقع (وفي هذا الوقت كنت لم استخدم الهاتف بعد) كنت أخاف أن لا يُصدقني أحد عندما أقول أنني الكاتبة لذلك؛ ولكن طلبت مِني إحدى الأخصائيات أن أقول اسم الموقع نظرًا لطريقة سرد وترتيب المقال وحينها كشفت كذبتي وكانت النتيجة أنني أصبحت الكاتبة لبعض العروض الإذاعية (السايكو دراما) وأصبح يتم ترشيحي تلقائيًا في المسابقات الأدبية، وعام وراء أخر أصبحت كاتبة مسرحية كاملة عن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي ومسئوولة حملة كاملة عن هذا الإدمان، وفي العام الأخير من الثانوي عملت علىٰ يوم ثقافي كامل تحت عنوان "التعليم الفني حقهُ الإحترام" نظرًا لأنني كنت طالبة بالثانوي الفني التجاري، وقبل إختبارات العام الأخير بدأت الإنضمام للكيانات والمُبادرات والمؤسسات الداعمة للمواهب وكان أول مركز أحصل عليه هو الثالث وفي خلال شهر اصبحت أتكرم بحصولي على المركز الأول على مستوى الكثير مِن المؤسسات، ويعد تسعة أشهر على وجودي في هذا المجال وكان حينها قد تم عمل الكثير من الحوارات الصحفية مع أفضل المجلات والجرائد الإلكترونية، قد ظهرت حينها مسابقة في الصحافة لتقديم أسئلة وحوار صحفي مختلف، وقمت بالتقديم وحصلت على المركز الثاني ومن ثم بدأ عملي كصحفية في بعض المجلات، إلى أن مر عامين وقمت بإنشاء صحيفة الأديم إحدى مؤسسات المنظومة التُراثية وبعدها بعدة أشهر أعلنت عن مبادرة أبچد لدعم المواهب الأدبية ومع الوقت اكتملت المنظومة التُراثية. 

الكتابة والصحافة كلاهما يحتاجان إلى الإلهام والجرأة.
 عندما تكتبين نصًا أدبيًا أو حوارًا صحفيًا، هل تجدين الكلمات تنبع بسهولة، أم أن هناك صراعًا داخليًا حتى تخرج الفكرة بالصورة التي ترضيك؟
"بالنسبة للكتابة"
هُنا الإجابة تنقسم لحالتين:-
الحالة الأولى: عندما أرىٰ صورة أخي أو ما يخصه ينتابني شعور أنني أحتاج الحديث إليه أو عنه، أو ذلك الشعور الذي يجعلكَ قادرًا علىٰ التعبير عن أي شعورٌ أخر. 
الحالة الثانية: الألم؛ كُلما زاد ألمي زادت نصوصي. 
"وبالنسبة للصحافة"
إلهامي يوجد في كُل ما هو سلبي مِنْ حولي، كُلما رأيت الخطأ زاد حماسي لظهوره وظهور تصحيحهُ، خلف كُل حوار مع شخصية توجد نقطة ما؛ توجد بتلك الشخصية يجب الوصول إليها، وخلف كُل تقرير صحفي توجد كارثة حدثت أمام عيني تُظهرها العادات أنها طبيعية. 

اخترتِ «التُّراثِية» لقبًا يُعبّر عن هويتك وشخصيتك. 
ما هي القصة وراء هذا اللقب؟ وكيف يعكس طبيعتك كصحفية وكاتبة؟
التُراثية وصف لحياتي ولطريقتي في العمل، نشأت وأنا أُحب كُل ما هو قديم وتُراثي، وعندما بدأت بتأسيس المنظومة التُراثية استخدمت الكُتب التي لا تتخطى عام الـ٢٠٠٠ ميلاديًا، ودائمًا أتخيل نفسي وأنا كاتبة في عصر مِن العصور القديمة، وأحرص دائمًا علىٰ أن تتألق كتاباتي بلمسة تُراثية، حتى في عملي كصحفية أرهق نفسي في البحث عن العادات والتقاليد المتوارثة، أتذكر أنني في مرة مِن مرات العمل علىٰ تقرير أخذ مِني الكثير مِنْ الوقت لأنني وصلت إلى قصة تعدى علىْ حدوثها الثمانين عام. 

ما هي اللحظة التي شعرتِ فيها أن كلماتك—سواء ككاتبة أو كصحفية—قد أحدثت تغييرًا حقيقيًا أو أثّرت في شخص ما؟
ككاتبة: يُسعدني أن أرىٰ مَنْ يقرأ لي يرىٰ أنَ قلمي يُعبر عنه، وينتظر تصنيف مُحدد خاص بي. 
كصحفية: أكون في قمة سعادتي عندما يُرسل لي تقريرًا مِنْ تقاريري ويقول المُرسل أنه سيتبع الخطوات التالية في التقرير. 
يُسعدني كوني مؤثرة وأجيد التعبير عن الأخرين. 
 
في رأيك، ما الذي يحوّل الكلمات إلى رسالة خالدة؟ وكيف يمكن للكاتب أو الصحفي أن يصل إلى قلوب وعقول قرائه؟
القاريء يُحب أن يقرأ ما يهواه، ما يراه يُعبر عنهُ وعن حالتهُ، بمعنى؟ 
الكاتب أو الصحفي المؤثر يكتب فيما يراه مُناسب للقُراء
ولكن علىٰ حسب تفكيره هو وبلمسات مشاعِرهُ ولا أُحبذ ذلك النوع الذي يركض خلف الأضواء، المؤثر يركض خلف الحقيقة. 

كونكِ ناقدة أدبية وصاحبة مؤسسة 'موسوعة التُراث'، كيف تجدين التوازن بين الإبداع ككاتبة وبين دورك كناقدة تحلل النصوص الأدبية؟ وهل تجدين أن النقد يغني تجربتك الإبداعية أم يُقيّدها أحيانًا؟
 لستُ ناقدة؛ بل ما أقولهُ مُجرد رأي يُحزن البعض ويُسعد البعض الآخر، كوّني أصبحت صاحبة وجهة نظر خاصة بي، فأنا أستغل هذه النقطة في أعمالي وكُل فترة أراجع بعض كتاباتي ومنها ما أعيد تعديلها أو أضيف إليها لمسه، فهذه النقطة تُعلمني أكثر وتجعلني أطور مِن نفسي أكثر، وتساعدني في توضيح وجهة نظري، وبعض الكتابات أحبها كما هي، كما أنني كُلما كتبت أراجع ما خطهُ قلمي وهُنا تتحدث صاحبة الرأي وتستمع الكاتبة. 

في مشوارك المهني، هل هناك قصة صحفية أو نص أدبي شعرتِ أنه عكس جزءًا من روحك أو كان الأقرب إلى قلبك؟
نَص "إلا أنا" أحد نصوصي التي توصف كَارِي الغَزَالِي 
وتقرير "تمييز الكاتب" يُعبر عن بدايتي.. لأنني قابلت هذه الشخصيات المذكورة في التقرير في الحقيقة وجميعهم اتفقوا علىٰ فشلي، والآن لا أراهم لأن مشيئة اللّٰه وإجتهادي محوا الإتفاق. 

الكتابة والصحافة، كلاهما قد يُولد من الألم أحيانًا. 
هل تجدين أن النصوص التي تخرج من لحظات صعبة تكون أصدق وأكثر تأثيرًا؟
أول قصيدة كتبتها كانت في ذكرى وفاة أخي، الألم بذاته. 
وأول نَص كان في حالة إحتمال فقدان أهم حُلم مِن أحلامي، تشتت ما قبل الإنهيار.. لذلك الإبداع يخرج مِن الألم، والألم حالة تجعلك غير واعي، فقط قلبك ينتج ما يكنه؛ وما أصدق مِن ذلك؟ 
حتى تقاريري تنتج عن أسوأ حالاتي. 

العمل في الصحافة ليس سهلًا، فهو مليء بالضغوط والمواقف الصعبة. 
كيف استطعتِ التغلّب على تلك التحديات؟ وهل هناك لحظة شعرتِ فيها أنك تحتاجين إلى إعادة النظر في مسارك؟
الإجابة مواقفي:
كان قد مَر عام علىٰ وجودي في هذا الوَسَط وإنطلاقي بِهِ، وكان حينها تم عمل الكثير مِن الحوارات الصحفية معي، ووجدتُ أن جميعها تقليدية ولا تتميز أسئلة عن أخرى، وكانت توجد فتاة مِن المجال لديها مؤسسة كتابية، وجريدة إلكترونية.. وقالت لي: إذا كنتِ تعرفين مواهب، إرسلي لي أرقامهم لكي يتم عمل حوار صحفي، حينها قُلت أنني أعرف الكثير ومِن الممكن أن أساعدها كمصدر بأنها تجمع المعلومات لكي يتم ظهورهم بطريقة أفضل مِن التقليدية، حينها قالت لي المؤسسة: أنتِ لستِ بصحفية لكي تقولي ذلك ولا يمكن أو ينفع أن تكوني صحفية. 
حينها لم أعلم ما سر إصرارها أنني لن أنفع لذلك برغم تشييد الكثير بوجهة نظري، ولكن مَر عام أخر وحينما قدمت في المسابقة الإعلامية وتم حصولي علىٰ المركز الثاني، وعينت كصحفية لأول مرة في موقع إلكتروني، طلبت مِني إرسال صورة الكارنية، وقالت ما الذي يثبت أنكِ صحفية؟ 
والآن.. هي ما زالت مِنْ مَنْ يسألوا ما اسمك وكم عُمرك، وأنا يُكتب أسفل رأيي "تقرير: الكاتبة الصحفية كَارِي الغَزَالِي" 
ومواقف أخرى، كإناسِ تنتقدني بسبب أسئلتي، ويُقال لي: لماذا تُصعبين الأمور؟ ما بِها الأسئلة العادية؟ 
ومؤخرًا أصبحت السلبيات التي أكتب عنها في تقاريري تُزعج السلبيين بذاتهم. 
وكُل ذلك لا يُهم، لا يُعنيني سوى أنني صاحبة رأي. 

إذا كانت الكتابة والصحافة تعكسان الواقع وتفتحان نوافذ للتغيير، فما هي الرسالة التي تسعين لإيصالها من خلال قلمك؟
أسعىٰ أن أكون مؤثرة صاحبة أثر، يُذكر اسمي بالاستعانة والأمثلة الإيجابية، وأن تنتشر أعمالي في كُل الأماكن، وبعد رحيلي يُذكر اسمي بفضل أعمالي وهُنا يُثبت أنني تُراثية. 

وأخيرًا، كيف وجدتِ هذا الحوار؟ هل كان الحديث عن تجربتك بمثابة رحلة جديدة لك، أم أنه أعاد إحياء ذكريات كانت مدفونة بين السطور؟
هذا أفضل حوار في مسيرتي إلىٰ الآن، حديثٌ جديد بإنجازاتٌ جديدة، وأسئلة مُميزة أنتجت حوارٌ رائع.

شكرًا جزيلًا لك، «كَارِي الغَزَالِي»، على وقتك الثمين وتواجدك معنا اليوم.
كانت كلماتك بمثابة إشراقة نورت لنا طريق الإبداع وأعطتنا نافذة جديدة لنفهم كيف تُصاغ الأفكار وتُكتب الأحلام. نتمنى لك المزيد من التألق والنجاح في مسيرتك الأدبية، وأن تظل كلماتك مصدر إلهام لنا ولعقول كل من يقرأها.
--------------------------------------------------------------
المحررة الصحفية: نِـداء غسـان «فُستُق»
رئيسة التحرير: شهد أحمد
مؤسسة الجريدة: هِند حسين«ورد»


تعليقات

  1. بالتوفيق دائما يا كروما

    ردحذف
  2. بالتوفيق دايما يا صغننه

    ردحذف
  3. براڤوووووو 😍😍يا كاري

    ردحذف
  4. بسم الله ماشاء الله اللهم بارك ربنا يكرمك ويوفقك ويفرح قلبك وحياتك بالي بتمنيه يارب العالمين حبيبتي الغالية واشوفك ديما في نجاح ومن نجاح الي نجاح افضل باذن لله تعالي احلي واجمل كاري في حياتي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتبة المُبدعة/أنفال الصديق

استطاع أن يحقق لنفسه أكثر من نجاح في مختلف المجالات «ابن تونس» في حوار خاص من جريدة ورد.. الفنان التشكيلي (عبد الباسط قندوزي)

حوار صحفي مع الكاتبة المُتألقة «رُقية عزت»