حوار صحفي مع الكاتبة المُبدعة/سُميّه محمود
- في بداية الحوار نود أن نتعرف ونعرف القُراء علي كاتبتنا العظيمة:
ج/ أنا سُميّه محمود الحناوي
كاتبة تبحث في كل حرف عن لحظات نبض قلبها، لا أرى الكتابة مجرد حروفٍ مرصوصة، بل هي صرخة روحية تعبيرًا عن ما يختلج داخلنا، في كل كلمة أكتبها، أبحث عن ذاتي المفقودة وأشعر بالحياة تتدفق من بين يدي، أكتب لأعبر عن مشاعري وتجاربي الحياتية، ورغم أني لا اعتبر نفسي كاتبة، إلا أنني أطمح لتطوير مهاراتي الكتابية، واكتب ذات يوم نصوصًا تُخلد في قلوب القُراء.
---
- س/ البدايات دائمًا ما تكون صعبة، فهل كانت بدايتك في الوسط الأدبي صعبة؟ ومتى بدأت الكتابة؟ وهل يمكنك وصف بدايتك لنا في جملة؟
ج/ نعم، البدايات دائمًا ما تكون مليئة بالتحديات، ولكنني آمنت أن كل بداية صعبة تحمل في طياتها فرصة للنمو، بدأت الكتابة منذ أن كنت طفلة، حيث كنت شغوفة بالفراشات من حولي،، حيث كانت تمثل لي رمزًا للتحول والجمال البسيط، وكان دافعي الأول هو التعبير عن أحاسيسي بطرق لا يستطيع العالم أن يعبر عنها، بداية الكتابة بالنسبة لي كانت بمثابة الخروج من قوقعة الخوف، وفتح نافذة جديدة على العالم، في جملة: "كانت الكتابة وسيلتي الوحيدة للهرب من الزمان والمكان، حتى أجد في الحروف سكينتي".
---
- س/ مع تراكم ضغوطات العمل ومواعيدك الخاصة، كيف تتعامل مع ضغوط العمل والمواعيد؟
ج/ التوازن هو المفتاح، أحاول أن أخصص وقتًا خاصًا للكتابة، وأحرص على أن تكون تلك اللحظات مقدسة بالنسبة لي، فأنا حين تجتاحني الكتابة اكتب في أي وقت وفي أي مكان لا يهمني، فالكتابة هى ملهمتي الوحيدة لأخرج بيها ما بداخلي، وترجمة المشاعر بصدق.
---
- س/ نادرًا ما نعثر على نص يلامس قلبنا كأنه كُتب لأجلنا نحن فقط، فما هو أقرب نص إلى قلبك من تأليفك؟ وهل يمكنك مشاركته معنا؟
ج/ كل نص كتبتُه كان بمثابة جزء من نفسي، لكن الأقرب إلى قلبي هو ذلك النص الذي يتناول مشاعر الحزن والفقد.
"في لحظات الفقد، يصبح العالم صامتًا، كأنما فقدت الروح جزءًا منها، وكل شيء من حولنا يبدو بعيدًا، الحزن لا يُعبَّر عنه بالكلمات، بل يشعر به القلب الذي يكتم الألم بصمت، نحن نعيش مع الذكرى التي لا تموت، ومع الفراغ الذي تركه من فقدناهم، وفي هذا الصمت العميق، تتساقط الكلمات كأمطارٍ على أرضٍ قاحلة، تبحث عن مكان لها بين آلامنا، لكنها تبقى بلا صوت، كما لو أنها غير قادرة على مواجهة هذا الفقد الكبير."
---
س/ لكل منا عادة يفعلها قبل بدأ عمل محبب، ما هي طقوسك في الكتابة؟
ج/ عندما أكون في حالة حزينة، أجد أن هذا هو الوقت الذي يخرج فيه أجمل ما بداخلي، الحزن يعطيني نوعًا من التركيز العميق، ويجعلني أكتب كلمات تحمل معانٍ أعمق وأصدق، في تلك اللحظات، يكون القلم أصدق رفيق، وأجد نفسي أكتب بكل ما في داخلي من مشاعر وأفكار.
---
- س/ لحياتنا الشخصية تأثير علينا، وعلينا واجبات نحوها وكذلك التأليف، فكيف توفق بين الحياة الشخصية والتأليف؟
ج/ التوفيق بين الحياة الشخصية والتأليف ليس بصعب، لأن الكتابة أصبحت جزءًا من حياتي اليومية، ودائمًا أستخدم مشاعري وتجربتي الحياتية في سرد ما أكتبه، فالكتابة في النهاية تمثل مرآة لروحي.
---
- س/ هناك شعور دائمًا ما يداعب نفسك عندما تبدأ بعمل مُحبب لقلبك أو غير مُحبب، بماذا تشعر إذًا عندما تبدأ بالكتابة؟
ج/ عندما أبدأ الكتابة، أشعر وكأنني أفتح أبوابًا لأسراري وأحلامي التي لم أجرؤ على التعبير عنها من قبل، الكتابة تمنحني حرية التعبير عن كل ما في قلبي، فالكتابة تعتبر عملية تفريغ نفسي، يساعد على تجاوز كل صعوبة.
---
- س/ لكل منا نظره يقيم بها الأمور، كيف تقيم مستوى المجال الأدبي؟ وهل لديك أفكار من الممكن قولها للنهوض بالوسط الأدبي؟
ج/ أعتقد أن المجال الأدبي في حالة تطور، ولكن يحتاج إلى المزيد من الدعم والتشجيع للمواهب الجديدة، واستخدام التقنيات الحديثة لتوسيع دائرة القراء، وتشجيعهم على اكتشاف الأدب بكل أنواعه، وتأسيس منصات أكثر لاحتضان الكتاب الجدد ومساعدتهم على نشر أعمالهم.
---
- س/ في ختام حوارنا الصحفي ما هي رسالتك لجميع كتاب الوسط الأدبي الكبار، والجدد؟
ج/ رسالتي هي أن يظلوا مخلصين للأدب ولأصواتهم الخاصة، وألا ينحرفوا عن مسارهم بسبب الضغوط أو المعوقات
ورسالتي للكتاب الجدد: "ابدؤوا بثقة وكونوا على يقين أنكم ستتفوقون على أنفسكم، فكل قلم يحمل في طياته عالمًا جديدًا، لا تخافوا من الفشل، فهو مجرد خطوة نحو النجاح".
"فهناك لحظات في الكتابة يشعر فيها القلب بأن الكلمات قد خرجت من عمقه، وكأنها ليست مجرد حروف، بل نبضات تتنقل بين السطور. هذه اللحظات تكون نادرة، وعندما تصادفنا، نشعر بأننا قد التقطنا شيئًا من روحنا. وعندما نجد نصًا يلامس قلبنا بهذا الشكل، ندرك أن الكتابة ليست مجرد فن، بل هي لغة الروح التي لا يمكن فهمها إلا عند التواصل مع أعمق مشاعرنا." بثقة، فكل قلم يحمل في طياته عالمًا جديدًا، لا تخافوا من الفشل، فهو مجرد خطوة نحو النجاح".
تعليقات
إرسال تعليق