في عالم الأدب والكتابة، تبرز أسماء لامعة تترك بصمتها في قلوب القراء، اليوم نلتقي بإحدى هذه الأسماء التي أبدعت في تصوير المشاعر من خلال كلماتها كاتبتنا اليوم بدأت رحلتها مع الكتابة منذ الصغر واستطاعت أن تجذب آلاف المتابعين من مختلف المحافظات إنها الكاتبة/حياة البلوشي🥀(غسق)
_ هل من الممكن أن تحدثنا عن نفسك أكثر ؟
أنا حياة البلوشي، أبلغ من العمر 27 عامًا، من الإمارات العربية المتحدة، أعتز بكوني من أصحاب الهمم، وأجد في ذلك مصدر قوة وإلهام، أعشق جمال القمر والنجوم، أحب البحر حيث يملأني شعور السكينة والهدوء، الشتاء فصلي المفضل، حيث يضفي لمسة خاصة على كل شيء، وورود الجوري تثير في نفسي مشاعر الجمال والرقة، وأجد سعادتي بأبسط الأمور، سواء كان ذلك في لحظة تأمل تحت ضوء القمر، أو في قراءة كتاب جيد، الكتابة هي عالمي الخاص، المكان الذي أهرب إليه من صخب الحياة اليومية، حيث أبحر فيه دون تردد أو قيود، من خلال الكتابة أستطيع التعبير عن أفكاري ومشاعري، بحرية تامة، بدون خوف من آراء الآخرين.
******************
_متى بدأتِ مسيرتك الكتابية ؟
بدأت مسيرتي الكتابية في 22 أكتوبر عام 2019، حيث كنت أشارك مشاهد خيالية على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالأخص على إنستقرام، ثم قمت بنشر أول رواية لي بعنوان "بصر القلب" التي كانت نتيجة شغفي واهتمامي بعالم الأدب، كانت تجربة الكتابة بالنسبة لي مليئة بالتحديات والإلهام، حيث تعلّمت الكثير عن نفسي وعن فن السرد، أستمتع بخلق عوالم جديدة وشخصيات متنوعة، وأهدف إلى أن تلمس كتاباتي قلوب القراء، حاليًا لدي مشروع جاهز آمل أن يرى النور قريبًا.
******************
_كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟ وما الذي ألهمك للاستمرار في هذا المجال؟
بدايتي في الكتابة متتعة جدًا رغم أني كنت مبتدئة شعرت بشغف كبير للتعبير عن أفكاري ومشاعري، وكانت الكتابة وسيلتي لذلك، ما ألهمني للاستمرار في هذا المجال، قد يبدو مضحكًا للبعض، لكن ما ألهمني منذ البداية هو مسلسل تركي أثر بقلبي وروحي لدرجة كبيرة، كانت قصص الشخصيات والمواقف التي مروا بها تحمل عمقًا إنسانيًا، مما جعلني أرغب في خلق قصص مشابهة تعكس مشاعر وتجارب الحياة، هذا الإلهام من الفن الذي أحببته دفعني لاستكشاف عالم الكتابة بشكل أعمق.
******************
_ في هذه الحياة، ونحن نسعى لتحقيق أحلامنا، نتعثر بأشخاص منهم من يمد يد العون ومنهم من يعرقلنا فمن كان الداعم الأساسي في اكتشاف موهبتك ودخولك الساحة الأدبية ؟
والدتي دائمًا الداعم الأساسي في اكتشاف موهبتي ودخولي الساحة الأدبية، كانت تتابع كتاباتي وتقدم لي النصائح القيمة، مما شجعني على الاستمرار والتطور، دعمها غير المشروط وثقتها بي كانت حافزًا كبيرًا لي، حيث ساعدتني على التغلب على التحديات والإيمان بنفسي، وجود شخص مثلها في حياتي كان له أثر عميق في رحلتي ككاتبة، أيضًا لا يمكنني أن أنسى صديقتي صدوق نداء، التي وقفت معي في كل خطوة أخطوها في حياتي، لم تتركني أبدًا، وكانت دائمًا هناك لتشجعني وتدفعني نحو تحقيق أحلامي، وجودها بجانبي كان له تأثير كبير على رحلتي ككاتبة، حيث ساعدتني في التغلب على الصعوبات ومواجهة التحديات،
وأصدقائي جميعهم كانوا جزءًا مهمًا من هذه الرحلة، وطبعًا هناك مصدر إلهام دائمًا غير مُعلن في قلبي وحياتي، وهو الحلم الذي يسكنني ويروّج لي للاستمرار والمضي قدمًا نحو تحقيق أهدافي.
***************
_ كم كان عمرك حينما بدأتِ في مجال الكتابة ؟
كان عمري 22 عامًا عندما بدأت في مجال الكتابة، كانت تلك الفترة بداية رائعة لي، حيث اكتشفت شغفي الحقيقي بالتعبير عن أفكاري ومشاعري من خلال الكلمات، هذا العمر كان نقطة انطلاق مهمة في رحلتي الأدبية، حيث بدأت أستكشف عوالم جديدة وأتعلم فن السرد.
******************
-ماهي الصعوبات التي واجهتيها ؟ وكيف تخطيتيها ؟
من الصعوبات التي واجهتها في بداية مشواري هي عدم إتقاني لكتابة اللغة العربية الفصحى كثيرًا، حيث أنني درست وتعلمت من المنزل، بسبب عدم توفر مدارس تقبل الطلاب من أصحاب الهمم، لكنني استطعت تجاوز هذه الصعوبة عندما رأيت تفاعل الناس مع روايتي ومحبتهم لها، هذا التفاعل كان دافعًا قويًا لي لتطوير مهاراتي الكتابية والارتقاء بمستواي، مما دفعني للقراءة المزيد من الأدب العربي، واكتشاف معرفتي ومهاراتي.
******************
_هل أخذتي أي دورات تدريبية لتنمية هذه الموهبة ؟
لا، لم أخذ أي دورات تدريبية لكنني بدأت أبحث عن كل ما يمكن أن يساعدني في تطوير مهاراتي، انغمرت في القراءة، وفتحت أمامي عوالم جديدة من الأدب العربي، وشاركت في مبادرات على الإنترنت تعلّمت من خلالها فنون الكتابة الإبداعية.
******************
_في رأيك هل الموهبة المتحكمة في الكاتب أم الممارسة ؟
"برأيي، الموهبة تلعب دورًا مهمًا في التحكم في الكاتب، ولكن الممارسة أيضًا لها تأثير كبير، فالموهبة تمنح الكاتب القدرة على الإبداع والتعبير عن الأفكار بشكل فريد، بينما تساعد الممارسة على صقل هذه الموهبة وتطويرها، الجمع بين الاثنين هو الذي يؤدي إلى كاتب ناجح.
******************
_هل لمواقع التواصل الاجتماعي أثر إيجابي واضح في إظهار تلك الموهبة، أم لها آثار سلبية ؟
م، أثرت بي مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة إيجابية، خاصة من خلال محبة الناس لي. لقد ساعدتني على التواصل مع جمهور أوسع، ومشاركة أفكاري وإبداعاتي معهم، هذا التفاعل والتشجيع من المتابعين كان له أثر كبير في تعزيز ثقتي بنفسي وتحفيزي على الاستمرار في الكتابة، أما بالنسبة للسلبيات، فأنا أتعامل معها بابتسامة جميلة ولا تؤثر عليّ، بل بالعكس، تدفعني للمزيد من الإبداع والمثابرة في الحياة، وأحترم آراء الآخرين مهما كانت.
******************
_ماهي الإنجازات التي استطعتِ تحقيقها ؟
حققت العديد من الإنجازات، من بينها كوني الأولى في بعض المبادرات التي شاركت، بالإضافة إلى ذلك، لقد تطورت كتاباتي بشكل كبير عما كانت عليه في السابق، مما يعكس التقدم الذي أحرزته في هذا المجال، كما أنني أستعد لإصدار أول رواية إلكترونية قريبًا، وأعمل حاليًا على كتابة رواية جديد، هناك أيضًا روايتان أخريتان في مراحل كتابة أجزاءهما الثانية، وأتمنى أن أبدأ في كتابتهما قريبًا إن شاء الله.
******************
_عندما يفقد الكاتب شغفه أحيانًا يلجأ للمقاومة وأحيانًا يحتاج لأخذ راحة بعيدًا عن الوسط الأدبي ليستعيد توازنه من جديد، أيهما لجأت عند فقدان شغفك، وأيهما أصح من وجهة نظرك ؟
عندما فقدت شغفي في بعض الأحيان، لجأت إلى أخذ فترة راحة بعيدًا عن الوسط الأدبي. هذه الراحة تعطي مساحة لعقلي لاستعادة توازنه، وأحاول دائمًا البحث عن شغف جديد، مثل الاستماع إلى الموسيقى الهادئة والكلاسيكية، ومشاهدة الأفلام، وقراءة الكتب، هذه الأنشطة تساعدني كثيرًا ككاتب في تجديد إلهامي، أحيانًا إلى شخص يدفعني للأمام، وكانت صديقتي صدوق نداء هي من تلعب هذا الدور.
******************
_من هو قدوتك في هذا المجال ؟
قدوتي في هذا المجال، هو الكاتب أحمد آل حمدان، خاصة في كتاباته المميزة، فهو من يسحرني بأسلوبه، حيث تأخذني كتاباته بعيدًا عن ذاتي إلى عالم مختلف، مهما وصفت تأثيره، سيكون ذلك قليلًا مقارنةً بما أشعر به.
******************
_ هل لنا بشيء من كتاباتك ؟
بالطبع! إليك مقتطفات من كتاباتي،
*أسيرة الألم*
غابت الشمس وأرخى الليل ستائره، مصاحبًا تلألؤ القمر والنجوم، خيم السكون، وساد الهدوء، فتسللت الرياح بنسيمها العليل، لتهمس في آذان الأشجار، كأنها ليلة مختلفة عن كل الليالي، تتلألأ فيها أسرار الألم.
جالسة على السرير، تنهمر الدموع على خديها، بينما تكتب في مذكراتها، كأنها تحكي لمحبوبها.
في يوم الخميس، الرابع عشر من نوفمبر، في تمام الساعة الواحدة صباحًا، في الثانية والعشرون دقيقة تحديدًا تكتب له: "حبيبي لم يكن لدي سبب للبقاء، حتى عينيك في النظرة الأخيرة كانت خالية مني".
أنهت كلماتها ببكاء، ووضعت يدها على قلبها؛ يعتصرها ألم شديد، كأن كل نبضة منه تؤلمها.
قبل سنتين في مثل هذا اليوم
يقفان أمام منزلها قال باستياء: "يكفي، حقًا يكفي، كم مرة طلبتك من والدك ورفضني؟ لماذا كل هذا؟ فقط لأنني من بلد آخر، ومستواي أقل، هذا يعني أن مشاعري لا تهم؟ أنا هنا من أجلكِ، لكن يبدو أن كل شيء يتفوق على حبنا".
نظرت له، وعينيها ممتلئة بالدموع، والحزن فقالت بصوت خائف: "حبيبي، أعرف والدي صعب التعامل،
لكنني واثقة أن حبنا يتفوق على كل شيء، سأحاول التحدث معه مرة أخرى..." قاطعها وقال: "لا تتحدثي معه إلى متى سأدوس على كرامتي، وكبريائي كرجل، أنا أحبكِ، لكن يبدو أن الأمور لن تتغير، قد يكون الفراق هو الحل الأفضل لنا الآن".
انصدمت وقالت أنت ماذا تقول؟".
عانقها بقوة، ومسح على رأسها؛ ليستنشق رائحتها، تجمعت الدموع في عينيه، فبادلته العناق بشدة، ولكن بعد لحظات ابتعد عنها فورًا ليخطو بعيدًا.
قالت بنبرة بكاء: "حبيبي، لا تتركني لا أستطيع بدونك".
تألم قلبه من كلماتها، فأدار وجهه نحوها، محاولًا إخفاء مشاعره، وابتسم بابتسامة حزينة وقال: "تذكري دائمًا أني أحبك كثيرًا".
عادت إلى مذكراتها، تكتب عن تلك اللحظة التي لن تنساها أبدًا، تساقطت دموعها من جديد، بينما استمرت في الكتابة، كأنها تحاول أن تنقش مشاعرها على الورق، علّها تجد في الكلمات ما يعيد إليها بعض الأمل.
******************
_ هل تمتلكِ موهبة اخرى ؟ وهل حاولتِ التطوير منها ؟
نعم، لدي موهبة أخرى وهي رسم الرسوم المتحركة وتصميم أغلفة وبوسترات الروايات، أحب التعبير عن أفكاري من خلال الفن البصري، وقد أخذت دروسًا في التصميم لتطوير هذه المهارة، أجد في هذا المجال متعة كبيرة، حيث يمكنني دمج إبداعي الكتابي مع الفنون البصرية.
******************
_ما هي نصيحتك لكل من يُريد أن ينضم لمسيرة الكُتاب ويصبح كاتب مثلهم؟
أنصح كل من يرغب في دخول مجال الكتابة بأن لا يخاف أبدًا من التعبير عن أفكاره ومشاعره، وألا يؤمن بكلمة "مستحيل". الكتابة تحتاج إلى شجاعة وتجربة، لذا يجب أن يكتب بحرية، حتى لو كانت البداية غير مثالية، كل كاتب عظيم بدأ من نقطة معينة، ومع الممارسة والتعلم المستمر، سيتطور بالتأكيد، الأهم هو الإيمان بالقدرة على الإبداع والمثابرة في مواجهة التحديات.
******************
_أيمكنك توجيه كلمة لجريدة ؟
أود أن أعبر عن شكري الجزيل لكم على حسن استضافتكم الجميلة واللطيفة، كانت هذه الفرصة رائعة جدًا، وأقدر لكم إتاحة المجال لي للتعبير عن أفكاري ومشاركتها معكم، أتطلع إلى لقائكم مرة أخرى في المستقبل، وأتمنى أن نحقق معًا إنجازات أكبر.
******************
_حسنًا والآن في ختام حوارنا نوَّد مِنك قول كلمة إختتامية.
في ختام حديثنا، أود أن أؤكد أن لكل منا قصته الفريدة التي تشكل مسار حياته، قصتي في الحياة تؤكد أنه لا يوجد شيء يُدعى "مستحيل" الدليل على ذلك أنني لم أدرس أو أتعلم في مدرسة، بل درست وتعلمت في المنزل بفضل والدتي، التي علمتني القراءة والكتابة، هذه التجربة أثبتت لي أن الإصرار والتعلم يمكن أن يأتي من أي مكان، وأنه لا يوجد عائق أمام الطموح إذا كان لديك الرغبة والإرادة.
******************
والآن انتهينا من حوارنا مع الكاتبة: حياة البلوشي 🥀(غسق)
مع تمنياتنا لها بالمزيد من الازدهار والتقدم في مجالها، ونتمنى أيضًا لقائها مرة أخرى بإنجازات أكبر.
تحرير :الصحفية إيمان عماد محمد .
رئيسة التحرير: شهد أحمد .
مؤسسة الجريدة: هند حسين "ورد "
# جريدة _ ورد
تعليقات
إرسال تعليق