اسكريبت بعنوان «خيبة الأصدقاء» للكاتبة: حبيبة بدر
"لا شيء أسوأ من أن يُعاد شعور قديم، جاهدتُ طويلًا لتجاوزه."
تقول صاحبة القصة: "قصتي كأي قصة عادية، ولكنني تعلمتُ منها الكثير والكثير، وأهم ما تعلمته هو ألا أعطي قيمة لأشخاص لم يستحقوا هذا أبدًا، علمتني الكثير مما كنت أجهله تمامًا، أعطاني الله إشارة قبلها ولكنني لم أنتبه أو أفهم، ولكن هذه المرة بالتحديد انتبهتُ، وتعلمت الكثير حقًا، سترون أن القصة بسيطة وقد حدثت لكثيرين، لكنها حدثت معي بأشياء أسوأ."
مع العلم أنها حقيقية، ولكن بأسماء مستعارة.
صديقتي منذ الابتدائية، حنان، تلك الفتاة بالفعل أخت وأكثر. أنا وهي منذُ صغرنا، حاول الكثيرون تفرقتنا كلما صادقنا فتاة أخرى، فكانوا يفرقون بيني وبينها ويفضلونها علي، لكنني لم أغر يومًا من هذا، فهذه الأشياء ليست مهمة بالنسبة لي. ولكنني كنت أتساءل فقط، ما العيب بي حتى لا يحبونني أو يفضلونني هكذا؟ كنت أتعجب من هذا دائمًا، لكن لم أجد أي إجابة حينها.
مررتُ بفترة اكتئاب شديدة سنة 2020، ولكنني تعافيتُ منها بعدها، وما زال جزءٌ منها موجود حتى الآن. صديقتي حنان وأنا تخطينا مرحلة الصداقة والأخوة وكل المراحل معًا. منذ صغرنا، كنا متعلقين ببعضنا للغاية، نتحدث دائمًا ولا نمل، بالفعل، عوضني الله بها. لكن ما لم أحسب حسابه هو دخولي إلى الثانوية العامة، كانت السنة الأولى لنا، وكنا أنا وحنان معًا في كل الأوقات والدروس. حقًا، كنا دائمًا معًا لدرجة أن الجميع كانوا يتعجبون إذا رأوا واحدة منا وحدها ويسألون عن الأخرى.
في السنة الأولى لنا في الثانوية العامة، كنا أنا وحنان نحادث بعضنا ونحن في آخر سنة بالإعدادية، ونتحدث عن الثانوية العامة كعالم مليء بالأحداث والأشياء الشيقة؛ مدرسة جديدة، أشخاص جدد، أصدقاء جدد، وهذا أسوأ ما في الموضوع. في بداية دخولنا بما يُسمى السنتر في شهر 7 سنة 2022، حدثت لنا بعض المواقف السيئة، حيث كان البعض يعاملنا بطريقة غير لطيفة، وهذا كان متوقعًا بالطبع. كنت أنا حساسة وأحزن بسرعة، بينما كانت حنان تتجاهل المواقف السلبية وتحملها بقلبها دون أن تتأثر.
في أواخر شهر 8 من نفس السنة، تعرفنا على ڤيا ومليكة. كانوا لطفاء للغاية، مع العلم أن مليكة كانت معنا في المدرسة الابتدائية، ولكننا لم نتقرب كثيرًا إلا في الثانوية. أحببتهم من كل قلبي، وكنا نجلس معًا يوميًا. حتى أننا قررنا أن ننشئ جروب يجمعنا لنتحدث، وكان في البداية كل شيء جميل. لكن مع الوقت، بدأت المشاكل تظهر بيني وبين ڤيا، حيث كنا نتخاصم كثيرًا، ومليكة كانت دائمًا تصلح بيننا، حيث كانت هي الأقرب لـڤيا.
في 30/9/2022، انتقلت مليكة إلى سنتر آخر بسبب بعض المشاكل، بينما بقيت ڤيا لديها الكثير من الأصدقاء. كنا عندما نتخاصم، أجلس أنا وحنان معًا، وهي مع أصدقائها. قلبي تعلق بها كثيرًا، فأنا من النوع الذي يتعلق بالأشخاص بسرعة، وأغفر لهم أخطاؤهم بسهولة. قدمنا لها الكثير أنا وحنان، ليس لإظهار الجميل، بل لتوضيح أن كل ذلك لم يُقدَّر في النهاية، ڤيا كانت عندما تحزن، نصالحها دائمًا، أما عندما نحزن منها، لم تُعرنا أي اهتمام، كانت شخصيتها مختلفة عن شخصياتنا، فكيف سنتفق إذن؟
لم أهتم بهذا، وتعلقت بها أكثر. كنا نتحدث يوميًا ونمرح معًا، ولكن منذ دخول ميرا حياتنا في شهر 9 أو 10 من نفس السنة، بدأت المشاكل تزداد. في 29/3/2023، حدثت مشكلة كبيرة بيني وبين ڤيا بسبب ميرا، التي أصبحت منذ ذلك اليوم صديقتها المقربة، ومنذ ذلك الحين، لم تهتم بنا ڤيا، وأنا أصبحت بعدها شخصًا لا مباليًا، لا أهتم ولا أحزن.
رأينا أنا وحنان أيامًا صعبة، وحاولنا تخطيها كثيرًا ونجحنا في ذلك، لكن ما زال في قلبي جزء صغير يبكي في الزاوية، يبكي ندمًا وحسرة على الاختيار الخاطئ. لقد ابتعدنا عن بعضنا وكأننا لم نكن يومًا أصدقاء. لكنني لست نادمة؛ فلولا هذه التجربة، لما تعلمت من خطئي هذا.
حور، وهي حزينة: -
- لم تكن ڤيا هكذا يومًا، أنست أيامنا معًا حقًا، أنست كل شيء كان بيننا بهذه السهولة. لم أكن أعلم أن ميرا لها تأثير عليها لدرجة أن تنسانا ولا تعتبرنا شيئًا في حياتها هكذا؟
حنان، وهي تواسيها:
- لا تقلقي، هي ستندم يومًا ما، وستكون بحاجة إلينا ولن تجدنا.
حور، بلا مبالاة وبرود:
- لم يعد يفرق كثيرًا حقًا.
الكاتبة: حبيبة بدر "ليلة"
تعليقات
إرسال تعليق