حوار صحفي مع الكاتبة / حنين قباري











 في عالم الأدب والكتابة، تبرز أسماء لامعة تترك بصمتها في قلوب القراء، اليوم نلتقي بإحدى هذه الأسماء التي أبدعت في تصوير المشاعر من خلال كلماتها كاتبتنا اليوم بدأت رحلتها مع الكتابة منذ سنة واستطاعت أن تجذب آلاف المتابعين من مختلف المحافظات إنها الكاتبة/حنين قباري 


_ هل من الممكن أن تحدثنا عن نفسك أكثر ؟

أنا حنين قباري ولقبي هو" لؤلؤ " مجرد فتاه لديها حلم بأن تصبح كاتبة متميزة .



******************

_متى بدأتِ مسيرتك الكتابية ؟


- منذ سنة واحدة.


******************


_كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟ وما الذي ألهمك للاستمرار في هذا المجال؟


- بدايتي في الكتابة كانت قصة قصيرة كتبتها من باب التجربة، رآها اصدقائي فأعجبتهم ومن وقتها وانا أكتب، والذي الهمني هو حبي للكتابة ورغبتي في أن أصبح كاتبة متميزة وليس كاتبة عادية.


******************


_ في هذه الحياة، ونحن نسعى لتحقيق أحلامنا، نتعثر بأشخاص منهم من يمد يد العون ومنهم من يعرقلنا فمن كان الداعم الأساسي في اكتشاف موهبتك ودخولك الساحة الأدبية ؟


- الداعم الأول لي كانت اعز صديقة لي بدأنا مشوارنا معًا، الكاتبة: حبيبة بدر، لكن من ساعدني على التطور كانت صديقتي الكاتبة ندى محمد يعقوب، هؤلاء كانوا خير داعمين لي في مسيرتي حتىٰ الآن.



***************

_ كم كان عمرك حينما بدأتِ في مجال الكتابة ؟


- كان عمري ١٧ عامًا.



******************

-ماهي الصعوبات التي واجهتيها ؟ وكيف تخطيتيها ؟


- كانت الصعوبات في رفض عائلتي للكتابة؛ لأنهم رآوا أنني سأضيع وقتي في شيء غير مفيد، لكني استطعت أن اريهم أنني قادرة على أن أصبح كاتبة عظيمة







******************

_هل أخذتي أي دورات تدريبية لتنمية هذه الموهبة ؟


- نعم اخذت الكثير من الدورات ومازلت سأخذ حتى احقق حلمي واصير كاتبة مُتميزة.






******************

_في رأيك هل الموهبة المتحكمة في الكاتب أم الممارسة ؟


- الاثنين معًا، من وجهه نظري لو لديك الموهبة فهي لا تكفي يجب أن تمارس أكثر واكثر حتى تصبح متمكن، لا احد يستطيع أن يصير كاتب في يوم واحد يجب أن يمارس.





******************

_هل لمواقع التواصل الاجتماعي أثر إيجابي واضح في إظهار تلك الموهبة، أم لها آثار سلبية ؟


- من وجهه نظري فهي لها كانت مُفيدة كثيرًا لي، وساعدتني بشكل كبير للغاية.








******************

_ماهي الإنجازات التي استطعتِ تحقيقها ؟


- كتبت العديد من القصص والكثير من الاسكربتات المتنوعة والخواطر، وكتبت رواية بعنوان قسوة الحياة واكتب الآن رواية فجوة الزمن، ورواية مملكة الروانا.








******************

_عندما يفقد الكاتب شغفه أحيانًا يلجأ للمقاومة وأحيانًا يحتاج لأخذ راحة بعيدًا عن الوسط الأدبي ليستعيد توازنه من جديد، أيهما لجأت عند فقدان شغفك، وأيهما أصح من وجهة نظرك ؟


- في الحقيقة أرىٰ أن من يمتلك حلمًا لا يفقد شغفه، وانا لم أفقد شغفي تجاه الكتابة من قبل، بل كُنت دائمًا مُتحمسة للكتابة وأحبها، وإن أتت اي فرصة لتعلم شيء إضافي استغلها على الفور.





******************

_من هو قدوتك في هذا المجال ؟


- قدوتي الأول هي الكاتبة رحمة نييل وذلك؛ لأني عاصرت رحلتها في الكتابة، ورأيت كيف كانت كاتبه عادية ثم متوسطة حتىٰ صارت الآن كاتبة مُتميزة ولها العديد من الكتب الورقية، اتمنى ان اصير مثلها. 






******************

_ هل لنا بشيء من كتاباتك ؟


ليس هناك ما هو أشد قسوة من أن يتركك كل من أحببت، أن تستيقظ كل يوم وتجد نفسك غارقًا في الوحدة، محاطًا بصمتك وحده، الوحدة قد تبدو ملاذًا في أوقات كثيرة، لكن لا محالة سيأتي ذلك الوقت الذي تشعر فيه بثقلها، وتتمنى لو أن هناك شخصًا يشاركك عبء الحياة، شخصًا تلوذ به حين يشتد الألم وتضيق النفس، هكذا كان يفكر مالك وهو يجلس على شاطىء البحر يحاوطه الفراغ من كل مكان، كل ما كان يتمناه هو أن يكون لدية صديق واحد، وبينما هو جالس هكذا ينظر في الفراغ، تعالىٰ صوت رنين هاتفه فنظر لأسم المتصل بضيق ثم أجاب بعد فترة من النظر للهاتف:


- السلام عليكم.


استمع لصوتها وهي تقول بتأفف:


- أين أنت يا مالك؟ الم تخبرني أنك ستأتي منذ ساعة.


لا يعرف حقًا ماذا تريد والدته منه؟ فهي لا تكف عن إزعاجه بكافة الطرق ليس وكأنه أبنها:


- انا قادم.


واغلق الخط دون سماع ردها، ثم تحرك من مكانة ونفض الرِمال الناعمة عن ملابسه، ونظر نظرة أخيرة لرفيقة الوحيد"البحر" الذي يجده دومًا خير مَلاذ.


بعد عدة دقائق وصل منزلة والذي هو كبير للغاية، منذ وفاه والده وهو يشعر بأن المنزل أصبح مهجور واختفا منه الدفء الذي كان يحيط به.


دلف إلى المنزل وهو يحاول أن يكون هادئًا حتى لا يحدث شجار مع أحد ابناء عمه كما هو الحال دومًا، كان يتجنب أن يسير أمام أي غرفة حتى وجد أكثر شخص يكره في الحياة متمثل على هيئة فتاة، كانت تسير من أمام غرفته وكأنها تنتظره، حسنًا هذا ما كان ينقصه الآن:


- هل تريدين شيئًا يا سيليا؟


نظرت له المدعوة سيليا وهي تقول بطريقة جعلت مالك يود قتلها:


- لا كنت فقط اريد الاطمئنان أنك بخير.


نظر لها ببرود وهو يربع يديه ويسند ظهرة على الحائط خلفه:


- حسنًا أنا بخير، هل تريدين شيء آخر.


فقالت له بحماس شديد:


- ما رأيك بمشاهدة فيلم معي؟


لو كانت النظرات تحرق لكانت سيليا في الجحيم الآن من نظرات مالك لها، ثم تحرك الي غرفته وهو يقول بلا مبالاة حتى لا يفقد أعصابه:


- لا أريد.


كادت تتحدث لكنه اغلق الباب في وجهها بعنف، فنظرت للباب بضيق وهي ترحل.


جلس مالك على سريرة وهو يمسك دفتر الذكريات الذي ينظر له كل يوم، مرت الكثير من السنوات على رحيل والده، حاول بعدها التأقلم على الحياة من دونه، ولم يظهر لأي شخص أنه يتألم من داخله حد الموت، مُنذ وفاته والجميع يكلف مالك بأداء كل المهام، أصبح هو من يهتم بجميع عائلته، يقول عنه الجميع أنه بارد كلوح الثلج، ولا يعرف أحد عن وجهه الآخر الذي يخفيه عن الجميع، كاد مالك أن ينام لكن طرق أحدهم الباب فسمح مالك للطارق بالدخول، فوجد أنه ابن عمه الصغير المدلل.


- أهلًا مالك أردت أن أخبرك أنني سأسافر في رحلة لمدة شهر مع اصدقائي.


رفع مالك حاجبة ببرود وقال بلا مبالاة وهو يعطيه ظهره:


- لا.


وكأنه أراد أن يزعج نفسه بنفسه، فقد قال ابن عمه بغضب:


- ليس من حقك أن ترفض.


استلقى مالك على سريرة وهو يغمض عينيه ويقول بلا إهتمام:


- لو لم يكن من حقي لما جأت وسألتني، ولا تنسىٰ أن والدك طلب مني قبل أن يسافر أن اهتم بالجميع، لذلك أنا أرفض الأمر تمامًا، اغلق الضوء وانت خارج يا عزيزي.


ظل ابن عمه واقف مكانه وهو يرمق مالك بكره شديد ولا كأنه أحد أشد أعدائه، ومالك لم يكن يهتم له حتىٰ فهو يعلم جيدًا ماذا سيفعل إذا تركه يذهب.



في اليوم التالي.


بعد إنتهاء مالك من عمله ذهب إلى الشاطىء كالمعتاد، وظل جالسًا لوقت طويل للغاية، حتى قاطعه صوت أحد يقترب، فنظر خلفه وجدها فتاة تمسك حذائها بيدها وهي تسير على الرمال بحرص، حتى اقتربت منه وجلست بجانبة، رفع حاجبية بتعجب فهو لا يحب أن يقتحم أحد خلوته هذة:


- هل يمكنك الجلوس في مكان آخر من فضلك؟ فأنا أريد أن أكون وحدي.


نظرت له الفتاة بإستنكار شديد:


- ماذا بك يا رجل؟ كنت سأخبرك شيء وسأرحل.


تأفف مالك بضيق فهذا ما ينقصه الآن متطفل آخر:


- حسنًا لكن بسرعة أرجوكِ.


لم تهتم الفتاة لوقاحته، وأشارت لمنزل قريب للغاية، ليس منزلًا بالمعنى فهو يبدو أشبه بالكوخ:


- انا اقضي الإجازة كل سنة في هذا الكوخ الرائع، وفي الحقيقة كل مرة حين آتي اراك دومًا في نفس المعاد تجلس هنا وحدك ثم ترحل وتكرر الأمر كل يوم، كان عندي فضول لاعرف لماذا في الحقيقة؟


كان مالك يستمع لها بضيق فهو لا يحب أن يراقبة أحد:


- لا شأن لكِ، ارحلي.


 فقالت ببرود وهي تربع يدها:


- لن ارحل.


تحرك مالك من مكانة وهو يقول ببرود:


- سأرحل أنا.


وغادر مالك بالفعل، وظلت الفتاة تنظر له بحزن كانت تود معرفه سبب حزنه الدائم التي لاحظته أكثر من مرة.


في اليوم التالي كان مالك قد انسى الأمر برمته وذهب الي الشاطىء مجددًا، وكان فارغًا كالمعتاد، جلس في مكانه وهو ينظر للبحر بشرود حتى قاطع جلسته للمرة الثانية مجيء نفس الفتاة من جديد وجلست بجانبة لكنها لم تتحدث هذة المرة وظلت صامته تمامًا، ولم يهتم لها مالك حتى انتهى وقت جلوسه ورحل دون حتى أن ينظر لها، وظل الأمر يتكرر حتى اعتاد مالك على وجودها، فهي الوحيدة التي لم تيأس منه أو تكرهه رغم أنه لم يظهر أي اهتمام، وفي أحدى المرات كان مالك متعبًا وارد التحدث مع أي أحد فقال لها بعد وقت طويل:


- اسمك ايه؟


فقالت له بسعادة أنه تحدث اخيرًا:


- اسمي مَلاذ وأنت.


ابتسم مالك حين قالت اسمها، اسم غريب للغاية بالنسبة له:


- اسمي مالك.


فقالت بحماس شديد وغريب أيضًا:


- سعدت للغاية بأنك تحدثت معي.

لم يرد مالك واكتفى بإبتسامه فقالت له بهدوء:


- ما رأيك أن نصبح اصدقاء؟ لن اكون يومًا ثقيلة عليكِ.


 لم يعرف مالك ماذا يقول، وهو يخاف أن يخسر الرفيق الوحيد الذي أصبح يستأنس بوجوده الآن:


- حسنًا لنكن رِفاق.


 فقالت له بسعادة عارمة:


- حقًا رائع للغاية، أخبرني عما يؤلمك ربما اساعدك فالأصدقاء حتمًا يساعدون بعض.


لم يرد مالك عليها لم يكن يستطيع أن يحكي لأحد اي شيء عنه فقال لها بجدية:


- إذا اردتي أن نصبح اصدقاء من الأفضل ألا تسألي في أي شيء عن حياتي.

وافقت على مضض، وهي تنظر أمامه بشرود اما مالك كان يتذكر تلك العبارة، التي كانت تصفه دومًا:


"

كالخيلِ يمنعُنا الشُّمُوخُ شِكايةً

وتئِنُّ من خلفِ الضلوعِ جروحُ"


بقلم: حنين قباري "لؤلؤ"







******************

_ هل تمتلكِ موهبة اخرى ؟ وهل حاولتِ التطوير منها ؟


- نعم، المشغولات اليدوية، نعم انا اطور نفسي فيها من فترة لأخرىٰ.






******************

_ما هي نصيحتك لكل من يُريد أن ينضم لمسيرة الكُتاب ويصبح كاتب مثلهم؟


- اهم شيء أن تعلم بأن النجاح لا يأتي بسهولة وأنه يجب عليك حتى تصبح كاتب أن تبذل مجهودًا كبيرًا وتذكر دومًا بأن: المتعة في الطريق وعثراته.




******************

_أيمكنك توجيه كلمة لجريدة ؟


- اود أن أقول لها شكرًا على المجهود المبذول من أجل الكُتاب وأتمنى لكم دومًا التوفيق والنجاح.





******************

_حسنًا والآن في ختام حوارنا نوَّد مِنك قول كلمة إختتامية.



النجاح لا يأتي بالمجان، يجب علينا جميعًا أن نبذل قصارى جهدنا حتى نحقق أحلامنا.





******************

والآن انتهينا من حوارنا مع الكاتبة: حنين قباري              

 مع تمنياتنا لها بالمزيد من الازدهار والتقدم في مجالها، ونتمنى أيضًا لقائها مرة أخرى بإنجازات أكبر .


 تحرير :الصحفية إيمان عماد محمد .

رئيسة التحرير: شهد أحمد .

 مؤسسة الجريدة: هند حسين "ورد "

# جريدة _ ورد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتبة المُبدعة/أنفال الصديق

استطاع أن يحقق لنفسه أكثر من نجاح في مختلف المجالات «ابن تونس» في حوار خاص من جريدة ورد.. الفنان التشكيلي (عبد الباسط قندوزي)

حوار صحفي مع الكاتبة المُتألقة «رُقية عزت»