اسكريبت للكاتبة /حبيبة ثروت بعنوان( سأظل صديقك مهما كان)



" مروان هل ستأتي معنا إلى المقهي اليوم؟ " 

قالها ذلك الشاب لصديقه الذي يجلس بغرفته بهدوء، أجابه دون النظر له وقد كان صوته يشوبه الغضب والضيق " لا أريد يا محمد اذهب أنت، واتركني وشأني "


تعجب محمد من ردة الفعل تلك " هيي ما بك؟ "

زجره مروان بعنف " لا شيء يا محمد، قلت لا شيء اذهب من هنا فحسب "


نهض محمد واضعا يده على كتف مروان بهدوء " ماذا حدث؟ "

أبعد مروان يده بعنف " لا شيء ابتعد عني "


تحدث محمد وهو يحاول التحكم بغضبه " حسنا كما تريد " أنهى كلامه تاركاً الغرفة بأكملها، ومروان يجلس يتنفس بعنف وغضب 


___________________


" هيا أجب أجب " قالها مروان في نفسه بقلق بالغ، فهو يتصل بمحمد منذ يومين ولا يأتيه اي رد.


" أين ذهب؟ أين هو؟ " قالها بهدوء وصوت يشوبه الخوف من أن يكون قد أصابه مكروه، اتخذ قراره واتجه ناحية منزل محمد، طرق الباب بهدوء فقابله وجه والدة صديقه البشوش " أهلا يا مروان، تفضل يا بني"


تحدث مروان بسرعة وقلق " شكرا عمتي، لكن هل محمد هنا؟ " 


ارتفع حاجبا السيدة في تعجب " ألم يكن معك؟ أخبرني أنه ذاهب إليك " 


دق قلب مروان بعنف وقد بدأ الشك يتسلل لداخله ويمزقه من مجرد فكرة تعرضه للأذى، ترك المنزل بسرعة وأخذ يبحث عنه في كل مكان بقلب يرتجف.


لمحه من بعيد كان يجلس على مقعد أمام الشاطيء يراقب الأمواج بهدوء، باغته مروان فجأة عندما ألقى نفسه بأحضانه يبكي بعنف، شهق محمد من الصدمة وسرعان ما أدرك الأمر، تحدث محمد بنبرة مهدئة " ماذا حدث يا صديقي؟ لم كل هذا؟ " 


أردف مروان من بين شهقاته وما زال متمسكاً بمحمد " أ..أيها الأحمق لقد جعلتني أقلق كثيراً، أنا آسف "


ابتسم محمد بهدوء " أعتذر إليك لكن ..."

قاطعه مروان بندم " آسف لأنني صرخت في وجهك، كان هذا خارج إرادتي، أبي في المشفى وحالته حرجة و..وأخي الأصغر تعرض لحادث سيارة، و.. وأمي تعبت من كثرة المصائب، و..و أنا كان علي تحمل كل هذا، سامحني " 


صدم محمد بشدة، فلأول مرة يسمع هذا الكلام " كيف لم تخبرني؟ كيف استطعت أن تخفي عني شيئاً كهذا؟"


_" لم أستطع، آسف لقد كنت خائفاً من فكرة أن تتخلى عني يا محمد، لا أريد أن أخسرك يا صاحبي، سامحني " 


تحدث محمد مازحاً" لا تقلق سأظل فوق رأسك حتى آخر نفس لي، أكيد لن تجد أحداً يمازحك مثلى " 


ابتسم مروان بهدوء وسعادة " كنت أظنك ستفلت يدي ظناً منك أنه استغناء، لكنك أثبت أنك أكثر من يفهم تعبي هذا يا صديقي الوفي " .


گ/ حبيبة ثروت

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتبة المُبدعة/أنفال الصديق

استطاع أن يحقق لنفسه أكثر من نجاح في مختلف المجالات «ابن تونس» في حوار خاص من جريدة ورد.. الفنان التشكيلي (عبد الباسط قندوزي)

حوار صحفي مع الكاتبة المُتألقة «رُقية عزت»